نقد العلمانية (2)
في المنشور السابق تكلمنا عن اول اساس للعلمانية وهو فصل الدين عن الدولة في هذا المنشور سوف نتكلم عن الدوافع التي يستعملها العلماني التي تجعلنا بحاجة الى فصل الدين عن الدولة
الحجة الاولى هو غياب الحق بين الاديان وهذه يستعملها العلمانيين بكثرة فيقول لك حسناً سوف نحكم بواسطة الدين فأي دين نختار ؟ الاديان كثيرة وكلها يدعي الحق وبالتالي نحن لن نستطيع ان نعرف ايهم الحق فنحكم به
وهذه الحجة منقوضة حيث انها تفترض ان مجرد ادعاء الحق يكفي في اثبات الدعوة ويكون الحق هنا عنده شيء غير قابل للأثبات فيكتفي برفع يده عن جميع الاديان بدون البحث ومحاولة ايجاد الحق فعلاً مثل القاضي الكسول الذي يقول لجماعة تحاكمت له كلكم تدعون الحق فأذا لن استطيع ان احكم بينكم
والامر الاخر انك لا تحاول اقامة دولة تحكم كل العالم بل انت تحاول ان تحكم قطعة معينة من الارض فمن السهل ان ترجع الى الدين الغالب او دين الاغلبية في تلك المنطقة
فيكتفي العلماني هنا بتعميق الاشكال فيقول وبأي طائفة نحكم وهذا ايضاً ليس مشكلة حيث انه من السهل ان تقوم الدولة بقانون خاص يحكم كل فئة من المجتمع وفق دينها بل ويسهل ايضاً ان يطالب الحاكم ببساطة بفصل المجتمعات حتى يكون هناك اغلبيات دينية طاغية
ولنفترض اننا في مجتمع افتراضي وهذا المجتمع فيه خمسين بالمائة من دين معين وخمسين بالمائة من دين اخر
ما هي المشكلة مثلاً بأقامة حكومتين دينتين منفصلتين ؟ العلماني ينطلق من منطلق ان الدول يجب ان تكون متعددة الاديان والثقافات بينما الواقع يخبرنا بأن التناسق الاجتماعي احد اكبر العوامل المهمة في نجاح اي مجتمع بينما كل ما زادت التنوعية في المجتمع ظهرت العداوات الداخلية .