الأخبار العالمية

زيارة ظريف الى سوريا.. الدلالات والرسائل

في هذا التوقيت بالذات، وبعد عام على زيارته الاخيرة، وصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى دمشق، في زيارة سريعة، التقى فيها الرئيس السوري بشار الاسد، ووزير الخارجية وليد المعلم.

العالم-كشكول

حركت زيارة الوزير الايراني الركود السياسي، وتحمل هذه الزيارة رسائل ودلالات كثيرة لا سيما وان المنطقة تشهد توترا كبيرا نتيجة سياسات القوى المعادية لشعوب المنطقة، وفي مقدمتها امريكا ودول الغرب الذين يحاولون إخضاع دول الاقليم لاملاءاتهم عبر فرض استخدام جائحة كورونا كسلاح في تبديل مواقف الدول، نظرا لحاجتها للدواء، والعقوبات الجائرة والتهديد والوعيد وكذلك عبر دعم التنظيمات الإرهابية ونشر الإرهاب في سوريا والمنطقة.

أهمية زيارة وزير الخارجية الإيراني تأتي من كونها تكمن في التوقيت السياسي وبالمضمون، وفي ذلك رسالة للعالم أجمع تؤكد عمق العلاقات الإستراتيجية بين البلدين والتعاون الكبير في جميع المجالات لمواجهة التحديات، وبرغم تصاعد المخاوف من انتشار وباء كورونا، إلا أن زيارة ظريف لدمشق تدلل على أهمية وحساسية الملفات التي تم مناقشتها، من جانب ومن جانب آخر فأن تطوير العلاقات الاستراتيجية والتحديات المشتركة شكلا محور اللقاء في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية.

التعاون والتنسيق وتمتين العلاقات الإستراتجية وعلى مختلف الصعد، هي العنوان العريض للزيارة، والذي يحمل معه عناوين فرعية تفصيلية، كان ابرزها ان المباحثات قد تكون تضمنت جس نبض القيادة السورية حول مبادرة طهران للعب دور الوساطة مع تركيا لتفعيل اتفاقية أضنة، في الوقت الذي رأت فيه بعض الاوساط ان متابعة التنسيق حول عمل اللجنة الدستورية كان من ضمن تلك المحاور.

اما من الناحية الاقتصادية والذي كان له جزء مهم من المحادثات بحسب المصادر، فإن مواجهة الإرهاب الاقتصادي الذي تمارسه واشنطن على طهران ودمشق بشكل متزامن وتطوير العلاقات بين الجانبين والبحث عن نقاط نفاذ من العقوبات أيضا شكلت جزء من اللقاء، والعمل على تنفيذ الاتفاقات الاقتصادية الموقعة بين البلدين.

على الصعيد العملياتي والميداني ومكافحة الإرهاب، اكدت المصادر انه حمل ثلاثة ملفات، الأول البحث في البدائل العسكرية لتنصل تركيا من عدم تنفيذ بنود استانا، ومواجهة الوجود الأمريكي شرقي الفرات، فضلا عن جهود التصدي لإعادة انتشار القوات الأمريكية في سوريا والعراق، والذي يستند لعودة نشاط تنظيم “داعش” في ظل تفشي وباء كورونا، بعد تسهيل الولايات المتحدة هروب العديد من قادة “داعش” من سجون قسد نحو البادية السورية ومنها للعراق، والخطر الذي تواجهه المنطقة من استمرار تدفق الامدادت اللوجستية للقواعد الامريكية في العراق وسوريا، مع تصاعد التوقعات بنشوء مقاومة شعبية في هذه المناطق ضد الوجود الامريكي، وهذا يؤكد متانة التنسيق بين البلدين، والذي ادى الى افشال ما تخطط له امريكا وما تتخذه من إجراءات عقابية جائرة ومحاولاتها للحفاظ على اذرعها الإرهابية في سوريا.

*حسام زيدان

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock