مُسيّرات حزب الله تنقضّ على “غولاني”.. مازال نصرالله سيد الميدان!
نجح مقاتلو حزب الله، ليلة امس الاحد، من تنفيذ اكبر واخطر عملية عسكرية، ضد المؤسستين العسكرية والامنية بالكيان الاسرائيلي، منذ معركة “طوفان الاقصى”، بعد ان استهدفوا بطائرات مسيرة انقضاضية ، اجتماعا لكبار قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، بحضور رئيس الأركان هرتسي هليفي، في معسكر تدريب تابع للواء النخبة “غولاني” في بنيامينا جنوب حيفا المحتلة واسفر الهجوم عن قتل وجرح 100 من الضباط والجنود.
العالم – مقالات وتحليلات
الهجوم كشف عن قدرة المقاومة على اختراق أجهزة الإنذار والرادارات “الإسرائيلية” والامريكية والغربية المتقدمة، التي عجزت عن رصد مسيرات حزب الله، التي قطعت مسافة تزيد عن 70 كلم، وهو ما ادخل الكيان وحماته، في دوامة من الاحباط والتخبط ، بعد ان اعتقدوا انهم وجهوا ضربات قاتلة للمقاومة، عبر استهداف قادتها.
كما كشف عن قدرات استخباراتية استثنائية للمقاومة، التي نجحت في جمع المعلومات حول موقع الاجتماع وتوقيته، رغم ان الموقع المستهدف لم يكن معروفا حتى للمستوطنين الذين يعيشون بالقرب منه، الامر الذي اثبت وبشكل قاطع أن قدرات حزب الله التنظيمية والعسكرية أقوى بكثير مما يتصوره المحتل الاسرائيلي.
الهجوم اثبت هشاشة منظومة الدفاع الجوية ومنظومة القبة الحديدية للكيان الاسرائيلي، مما سيسبب بازمة داخل الكيان، بعد ان بات الضباط والجنود يشككون بقدرة دفاعاتهم عن حمايتهم وحماية معسكراتهم ومقراتهم، بعد ان تهاوت اكذوبة التفوق التكنولوجي والامني، امام قدرات المقاومة، التي ستحرم زعماء الكيان من مكان آمن فيه بعد اليوم.
في تهديد واضح وصريح، اعتبرت المقاومة هجومها الذي استهدف اهم معاقل الكيان الاسرائيلي، بانه جاء ردا على استهداف الضاحية الجنوبية وباقي المناطق اللبنانية، اي ان المقاومة تفرض معادلة جديدة، مفادها ان ضرب بيروت والمدنيين، له ثمن وثمن باهظ جدا، سيدفعه الكيان بعد ان يرى بأم عينه كيف تتحول حيفا الى كريات شمونة.
يبدو ان هجوم حزب الله، قد آلم الكيان وبشدة، وهو ما دفع رئيس أركان جيش الاحتلال هاليفي، للاعتراف علنا ان الهجوم جاء “بالعمق وصعب ونتائجه مؤلمة”. كما وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في عنوانها الرئيسي الهجوم ب”كارثة المسيرة”. من جانبها قالت صحيفة “معاريف” ،إن الهجوم هو “مأساة وحدث صعب ومزعج”.
يبدو ايضا ان تداعيات الهجوم بدأت تتوالى وبسرعة غير متوقعة، فقد بدأ الغرب بمراجعة استراتيجيته، التي كانت تتمحور حول منح الكيان الاسرائيلي الوقت والعتاد الكافيين، للقضاء على حزب الله، بعد فشل الكيان من تحقيق هذا الهدف الذي كان يعتقد ويعتقد حماته، انه كان بتناول اليد، بعد اغتيال سيد شهداء المقاومة السيد حسن نصرالله، فاذا بالميدان يفرض حقائق في غاية الصعوبة على الكيان، كما كان يخطط لها سيد شهداء المقاومة، فلا الكيان تمكن من فرض سيطرته على متر واحد من الارض اللبنانية، ولا هو قضى على حزب الله، بل بات كيانه مكشوفا امام صواريخ وطائرات المقاومة، التي لن تترك مكانا امنا لنتنياهو وعصابته، حيث بدات الاصوات تتعالى، بشأن ضرورة التفاوض من اجل ايجاد حل يحفظ ماء وجه الكيان الاسرائيلي. فهذا وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يتصل بوزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت، عقب هجوم جنوب حيفا، ودعاه للتحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى المسار الدبلوماسي. و”أكد الحاجة إلى التحول من العمليات العسكرية في لبنان إلى مسار دبلوماسي لتوفير الأمن للمدنيين على جانبي الحدود في أقرب وقت ممكن”.
يرى اغلب المحللين السياسيين، ان الضربة التي استهدفت ضباط وعناصر قوات النخبة في الكيان الاسرائيلي، وفشل الهجوم البري في الجنوب، اخذا يفرضان معادلات جديدة على الأرض. فنجاح المقاومة في نقل المعركة إلى عمق الكيان الإسرائيلي يعزز موقفها التفاوضي، ويضعف قدرة الكيان على فرض شروطه.
كل هذه الملاحم التي سطرتها المقاومة في لبنان، جاءت بعد اسبوعين فقط من اغتيال سيد شهداء المقاومة، فرغم رحيله الصعب الا ان ابناءه اليوم ينفذون ما خطط له وبدقة متناهية، وسيحرمون نتنياهو من ان يتحرر من المعادلة التي فرضها عليه سيد شهداء المقاومة عام 2000 وحتى اليوم، وستبقى هذه المعادلة تطبق على انفاسه حتى يُقبر.
المصدر : قناة العالم .