مقالات

إمـامـنــا لـم و لـن يـبـيـعـنــا

صالح الصيرفي 2 اكتوبر2024

سيدي أبا مصطفى
إن الأحرار من الشعوب الغربية أدركوا كذلك إن سياسات كي الوعي والتضليل الممارس ضدهم لم يتم بين ليلة وضحاها، وإنما يمتد الى فترة الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي، وتواصل الى يومنا هذا ، بدليل ما أثبتته الوثائق والاعترافات الرسمية وشبه الرسمية مؤخرا والتي منها أحد الاعترافات لمجموعة من الأكاديميين والعسكريين المتقاعدين الامريكيين على اليوتيوب، حيث قالوا ما نصه : ( إن الولايات المتحدة الأمريكية تصرف (90) مليار سنوياً على الاستخبارات والملومات المضللة والتضليل، بدل إنفاقها على الصحة والتعليم، وإنها تسيطر سيطرة تامة على وسائل الاعلام والصحافة الدولية، وعلى شركات التكنولوجيا الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي الامريكية ، وقد أنفقت حكومة الولايات المتحدة(1,5) مليار دولار ونصف لتدريب الصحفيين الأمريكيين والغربيين على كيفية كتابة قصص سلبية وسرديات كاذبة ومعلومات مضلله عن أعدائها فضلا عن منافسيها التجاريين الصينيين مثلا ، وتنفق (300) مليون دولار سنوياً على الصحافة الحرة وتحريضهم على الكتابة ضد الأعداء والمنافسيين، وعلى تعليمهم كيفية التحيز وترويج الأكاذيب، وتكرار الاتهامات الباطلة ضد أعداء أمريكا والصهيونية العالمية يوميا بخرق حقوق الانسان وخنق الحريات ومحاربة الديمقراطية واضطهاد المرأة فضلاً عن اتهامهم بالجهل والتخلف، وانهم أعداء الحضارة والعلوم والتطور ) .
،وهذا الاعتراف الغربي بالدجل والتضليل يقودنا الى صحة وصوابية مقولة الراحل المقدس الإمام الخميني العظيم عندما وصف أمريكا بالشيطان الأكبر ، ووصفكم انتم سيدي أوربا بالشياطين الصغار، وتكراركم القول بأن أوربا أسوأ من امريكا ، وأقرب دليل على ذلك ما تفضلتم به اليوم (2 أكتوبر2024) في لقائكم جمعاً من النخب الايرانية وقلتم بهذه المناسبة: ( أساس المشاكل والتوترات والعداء في المنطقة هو من يتحدثون زيفاً عن السلام “الامريكيون والاوربيون”، واذا ما تخلصنا من مكائد هذه الدول في المنطقة فستنتهي الحروب والإشتباكات بشكل نهائي، وإن دول المنطقة قادرة على إدارتها بسلام والعيش باستقرار وازدهار).
سيدي المفدى أبا مصطفى
إن خطابكم هذا وعشرات آلاف الخطب والتصريحات السابقة يدخل في باب جهاد التبيين الذي استحدثتموه في الفقه الإسلامي وهذا دلالة على قفزة عالية وعالية جداً في وعيكم الحاد وبصيرتكم الوهاجة، يهدف الى العصف الذهني وتعبئة الرأي العام الداخلي والاسلامي والعالمي من أجل نشر الوعي وتجذير البصيرة وكشف المخططات والمشاريع المشبوهة لصهاينة اليهود والنصارى ضد أمتكم ودولتكم والامم الاسلامية والشعوب الحرة الاخرى ، بل إنكم تفضحون مخططاتهم الشيطانية اللافطرية واللاإنسانية ضد شعوبهم ومجتمعاتهم الغربية ، وهذا ما جعلهم يفقدون صوابهم ويقررون استهدافكم واستئصالكم والتخلص منكم وفق الأولويات والمراحل كما يزعمون حيث قالوا : (يجب أولا التخلص من “أذرع ايران” في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، ثم استدراجكم إلى إحتكاك يسمح لصهاينة العالم بقيادة امريكا ولقيطتها اسرائيل بشن الحرب ضد دولتكم المباركة)، ولكنهم عندما شاهدوا بأنفسهم ورأوا بأعينهم القدرة والقوة والمنعة والشجاعة والصلابة في دولتكم ومواقفكم الثابتة قالوا: ( لابد من التوصل الى ترتيب دولي مع ايران يعمل على الحد من نفوذها في اليمن والعراق ولبنان وسوريا مقابل تخفيف العبء الاقتصادي الثقيل على الشعب الايراني ، معتبرين إن انتخاب رئيس جديد معتدل في ايران أخيراً يمنحهم الأمل في إعادة المصالح الايرانية في المنطقة )، ولكن تنفيذ وعدكم الصادق(2) في ضرب الكيان الصهيوني ليلة أمس قلب المعادلات وأسقط الرهانات وأربك التحركات في إحتوائكم ، ودرساً بالغاً للمتذاكين البراغماتيين ، وأفشل المخططات في دق إسفين التفرقة والاحتراب الطائفي والإثني، فضلا عن إفشالكم لمخططاتهم في بناء شرق أوسط جديد بقيادة مجرم الحرب نتنياهو .
سيدي المفدى أبا مصطفى
لقد ظن صهاينة اليهود والنصارى إن النيل من رأس المقاومة السيد حسن نصرالله سيسهل عليهم الطريق للقضاء على جسده التنظيمي وهيكله العسكري وترسانته الصاروخية، وبنيته التحية، وتمزيق بيئته الحاضنة وتحطيم معنوياتها وزرع اليأس في روحها، فضلاً عن تصفية كل من يدور في محوره من فصائل المقاومة اللبنانية والعراقية واليمنية والسورية ، ولكنهم لم يعلموا بل لم يخطر ببالهم ، إن استشهاد السيد حسن شكل منعطفاً حاداً في الصراع الصهيوني اللبناني ، ورسم مساراً جديداً لحركة الصراع الصهيوني العالمي ومحور قوى ودول المقاومة، بل إن حزب الله بإستشهاد السيد حسن ولد من جديد وبدأ تاريخ جديد وسيرسم معادلات جديدة من صور وبطولات الصراع مع صهاينة اليهود والنصارى .
سيدي المفدى أبا مصطفى
إن إغتيال السيد حسن نصر الله شكل لكم حافزاً ودافعاً إضافياً لتنفيذ وعدكم الصادق (2) في الأخذ بثأر الشهيد اسماعيل هنية ، والثأر لدماء أهل غزة والجنوب والبقاع اللبناني وردع الكيان الصهيوني عن مواصلة وحشيته وسفكه لدماء الأبرياء من الشيوخ والاطفال والنساء ، كما إن الشهادة، وأخذ الثأر، وتنفيذ الوعد، زاد من رصيدكم في مضاعفة المساندة والمساعدة والوقوف الى جانب أهل فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق ودعمكم لهم سياسياً ودبلوماسياً وتمكينهم تسليحياً إلى درجة الإكتفاء الذاتي والاستقلال في القرار ، بدد أحلامهم التي أهدروا على تنفيذها آلاف المليارات الغربية والإعرابية في الاستثمار في
الماكينة الاعلامية الدولية والإقليمية والمحلية طوال (45) سنة ، بكافة أشكالها وصورها المرئية والمكتوبة من أجل إسقاط صورتكم وتشويه سمعتكم والحط من مكانتكم .
سيدي المفدى أبا مصطفى
أهنئكم اليوم على دخولكم مجدداً قلوب الملايين من أحرار العرب والمسلمين والعالم ، أهنئكم اليوم على دخولكم مجدداً التاريخ من أوسع أبوابه، أهنئكم على تجاوزكم الجغرافيا العابرة للحدود والأعراق والطوائف ، أهنئكم على إنكم أصبحتم اليوم مسلمون بلا حدود، وسنداً بلا حدود ، ومجاهدون ومناضلون بلا حدود .
أقول لكم سيدي كما قال سيد الرجال والشرف والمقاومة الشهيد حسن نصرالله قدس سره في أحد خطبه يوم العاشر من محرم : ( إن إمامنا السيد علي الحسيني الخامنئي القائد الشجاع والحكيم وإخواننا في إيران هم أعلى وأشرف وأوفى من أن يبيعوا صديقاً أو حليفاً من أجل مصلحة إيرانية هنا أو هناك، بل هم يضحون بمصالحهم الوطنية من أجل الأمة ومصالحها ومقدساتها).
سيدي المفدى أبا مصطفى
ختاماً نحن نعلم إنك بغنى عن الأعوان والأنصار، فهناك عشرات الملايين من الشرفاء الايرانيين الذين يفدونكم بأرواحهم وأولادهم وبيوتهم ومصالحهم وبكل مايملكون في هذه الدنيا الفانية ، ولكن إلى جانب شرفاء شعبكم الكريم، هناك أيضاً مئات الألوف بل الملايين من أحرار المسلمين والعرب والعالم أنصاراً ومحبين ومقلدين لكم يفدونكم بارواحهم وأولادهم وبيوتهم ومصالحهم ومايملكون في هذه الدنيا الفانية ويقولون لك : ( سرْ وتقدم بعين الله ورعاية إمامنا المنتظر(عج) وببركة دماء شهداء العقيدة والاسلام، واذهب وقاتل بالسياسة والدبلوماسية والسلاح، فنحن معك وخلفك وعن يمينك وشمالك ، نحن لم ولن نبيعك كما باعت بني إسرائيل نبيها موسى عليه السلام ، و كما باعت قريش نبينا محمد صلى الله عليه وآله).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock