الأخبار المحلية

اليمن: ما هي سيناريوهات نجاح تشكيل فريق العليمي؟

يقود رئيس ما يسمى مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، حراكاً سياسياً لترتيب فريق عمله لإدارة المرحلة الانتقالية الجديدة، بعد مرور أكثر من شهر على تشكيل المجلس من قبل الرئيس المستقيل الهارب عبد ربه منصور هادي، وتفويضه جميع صلاحياته في 7 إبريل/نيسان الماضي.

العالم – اليمن

ويبدو واضحاً أن العليمي يعود للاستعانة بوجوه قديمة وشخصيات شاركت في إدارة مؤسسات الدولة في عهد الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وعهد هادي.

استدعاء بحاح والمفلحي والشعيبي

وتعد مناصب مدير مكتب الرئيس، ورئاسة الوزراء، ومحافظ عدن، إلى جانب وزارتي الدفاع والداخلية في حكومة عدن التابعة لتحالف العدوان، محور التغييرات الأساسية التي تجرى النقاشات حولها، وفق مصادر سياسية تحدثت لـ”العربي الجديد”.

واستدعى العليمي إلى عدن كلاً من رئيس الوزراء السابق خالد بحاح، ومحافظ عدن السابق الشيخ عبد العزيز المفلحي، وسفير اليمن الحالي في ألمانيا يحيى الشعيبي.

وقال مصدر سياسي مقرب من الرئاسة، إن تعيين الشعيبي مديراً لمكتب العليمي بات شبه محسوم. وأشار إلى أن هناك إجماعاً كاملاً في مجلس القيادة الرئاسي (يتألف من 7 أعضاء إلى جانب العليمي) على شخصية الشعيبي لتولي هذه المنصب.

تعيين يحيى الشعيبي مديراً لمكتب العليمي بات شبه محسوم

والشعيبي شغل وظائف عدة في مؤسسات الدولة سابقاً، أبرزها تسلم وزارة التربية والتعليم العالي في فترات متعددة، إضافة إلى منصب محافظ عدن (بين 2003 و2006)، علماً أنه منتمٍ إلى حزب المؤتمر الشعبي العام. وكان الشعيبي قد نفى في وقت سابق، وتحديداً في فبراير/شباط الماضي، أنباء راجت عن توجه لتعيينه مديراً لمكتب هادي.

وحول الأسماء الأخرى، وتحديداً بحاح والمفلحي، فقد ذكر المصدر أن هذين الاسمين لم يُبت حتى الساعة في أمرهما، وما إذا ستكون لهما مناصب مثل رئاسة الحكومة وغيرها، لأن المناصب ستخضع للمحاصصة شمالاً وجنوباً، وبين الأطراف السياسية.

وكان مكتب بحاح قد كتب على صفحته على “فيسبوك”، السبت الماضي، أن رئيس الوزراء السابق تلقى يوم الجمعة الماضي اتصالاً من العليمي، دعاه فيه “للعودة والمساهمة في العمل الوطني لما فيه مصلحة البلاد”. مع العلم أن هادي أقال، في إبريل 2016، بحاح من منصبي رئيس الوزراء ونائب الرئيس بسبب “الإخفاق الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية”، بحسب ما جاء في القرار يومها.

أما الاقتصادي البارز عبد العزيز المفلحي، فكان هادي قد عيّنه محافظاً لعدن في إبريل/نيسان 2017، عقب إطاحة ما يسمى “رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي من هذا المنصب.

وحاول المفلحي لملمة الأوضاع في العاصمة عدن الموالية لتحالف العدوان، لتهدئة الاحتقان الحاصل عقب “تشكيل المجلس الانتقالي”، إلا أنّه قدّم استقالته في نوفمبر/تشرين الثاني من العام ذاته، جراء ما اعتبرها “عراقيل” أمام خططه، وحمّل الحكومة حينها مسؤولية تدهور الأوضاع في عدن.

فرص لنجاح رشاد العليمي

في موازاة ذلك، لا تزال النقاشات قائمة حول عدد من الملفات التي يعتزم مجلس القيادة البت بها، منها التغييرات في وزارتي الداخلية والدفاع في حكومة عدن لتابعة لتحالف العدوان.

ويبرز اسم رئيس الأركان العامة للجيش اليمني، اللواء الركن صغير بن عزيز، مرشحاً لمنصب وزير الدفاع من الشمال، على أن تحل محله في رئاسة الأركان شخصية جنوبية، يطرح لها اسم محسن الداعري. فيما يُطرح اسم اللواء علي ناصر لخشع وزيراً للداخلية، ويحظى بدعم من قِبل المجلس الانتقالي لتولي المنصب.

يبرز اسم رئيس الأركان العامة للجيش اليمني، اللواء الركن صغير بن عزيز، مرشحاً لمنصب وزير الدفاع

وحول التحركات التي يقوم بها العليمي، قال الباحث السياسي صدام عبيد، إن ما يقوم به العليمي يشير إلى حقيقة ثابتة تاريخياً، وهي أن من يتولى الحكم من المناطق الوسطى في اليمن، دائماً ما يكون أكثر حيادية من غيره وإدراكاً للمشاكل السياسية، وأهمية إشراك الجميع، وغالباً ما يكون له دور كبير في تحريك ملف معين.

واعتبر عبيد أن العليمي يأتي الآن لينقذ ما يمكن إنقاذه، ويسعى لتكوين تحالف من كل الأطياف من أبناء اليمن، ليكون مصدر دعم لسياساته في اليمن، حسب تعبيره

وعلى الرغم من توقّع عبيد أن يحقق العليمي نجاحاً، غير أنه رجح أيضاً ألا يستمر في موقعه، لأسباب عديدة، معتبراً أن أطرافاً كثيرة لا تريد للملف اليمني أن يُحل. وأضاف: إذا تجاوز العليمي الخطوط في إبعاد اليمن عن النزاعات والصراعات والتدخلات الخارجية، فقد تتم تنحيته، كما حدث مع رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر، والذي دفع التحالف بقيادة السعودية إلى إطاحته من خلال حملة ضده، واستبداله بشخصية ضعيفة هي معين عبد الملك.

واعتبر أنه “ليس من المنطقي أن يحقق العليمي نجاحاً فيما السعودية مثلاً تقدّم منحاً نفطية بمقابل مالي، بينما لا تسمح بالاستفادة من النفط اليمني”. واعتبر أن “هذا هو الاختلال الذي تبدو عليه قيادة ، والأمر بات مرتبطاً بمدى صدق التحالف، وعدم تكرار ما حدث في التعامل مع حكومة بن دغر”.

وبدا عبر تعليقات ناشطين ومقربين من أطراف سياسية مختلفة، ومن قصر المعاشيق، تباين الآراء حول الأسماء المطروحة لتولي مناصب في حكومة عدن التابعة لتحالف العدوان. وكتب الصحافي المقرب من “المجلس الانتقالي” محمد مساعد صالح، على “فيسبوك” مشيداً ببحاح، قائلاً إنه “كان الأجدر والواجب أن تأتي عودة بحاح في أولويات وصلب مشاورات الرياض… والذين حلوا محل بحاح وكل القرارات التي أعقبت عزله لم تنتج سوى الفشل وخيبات الأمل”.

المصدر – العربي الجديد

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock