الأخبار العربية

الشيخ الدقاق: الشيخ النمر خطط لاستشهاده

إحتضنت مدينة قم الإيرانية، الإحياء الأول للذكرى السابعة لشهادة الشيخ نمر باقر النمر وشهداء الحجاز.

العالم-السعودية

وتحت عنوان “كرامة وشهيداً” شارك ممثل الحوزة العلمية البحرانية في قم المقدسة الشيخ عبد الله الدقاق وفي كلمته أمام الحضور في مجمع الإمام الصادق (ع)، لفت الشيخ الدقاق إلى تزامن ذكرى “استشهاد الشيخ نمر النمر مع ذكرى اغتيال فخر الإسلام الخالد الحاج القائد الشهيد قاسم سليماني والشهيد القائد أبو مهدي المهندس وكوكبة من المجاهدين الشهداء”.

وتطرق ممثل الحوزة العلمية البحرانية في إيران إلى تميّز الشهيد السعيد نمر باقر النمر بعدد من الخصائص : الخاصية الأولى، الصدق مع الله وصدق اللهجة.

واستشهد الشيخ الدقاق بما قاله سيد الأنبياء محمد (ص) (ما أقلّت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبى ذرّ)، وأضاف “كذلك هو الشيخ نمر النمر فلم تأخذه في الله لومة لائم”.

وأشار الشيخ الدقاق، إلى أن الشهيد لم يكن ممن يحركون الدين كيفما تؤول فيهم الظروف، بل كان من جملة الصادقين، مؤكدا “أنه المثال البارز للصدق مع الله في زماننا الحاضر هو الشهيد القائد الشيخ نمر باقر النمر أعلى الله في الخلد مقامه”.

الخاصية الثانية، العزة والكرامة. وذلك بالارتكاز إلى خطابه الداعي إلى “العيش بكرامة في مكان وزمان كان يصعب أن يتفوه الإنسان بهذا النوع من الخطاب أمام ظالم جبار بتمثل في آل سعود”، مشددا على أن الشهيد النمر كان يعي ما يقول، وكان مدركا لعاقبته وآثر أن يبقى على خطاب العزة والكرامة، حتى في آخر اللحظات عندما طلب النظام منه ومن عائلته تقديم الاعتذار، إلا أنه رفض وأقبل على مصيره.

وأضاف الشيخ الدقاق “لقد آثر الشيخ النمر على المضي في ذلك الطريق الغابر، ما جعله شهيد العزة والكرامة”.

الخاصية الثالثة، “التواضع باعتبارها صفة واضحة في محيى الشيخ الجليل، حيث كان يعيش مع عموم الناس من دون أي حواجز.

الخاصية الرابعة، خدمة الناس.

واعتبر ممثل الحوزة العلمية البحرانية أن الشهيد النمر بالرغم مما وصل إليه من موقع قيادي إلا أن صلته مع الأمة والجمهور ظلّت قائمة، وحافظ على وجوده الدائم إلى جانب مؤيديه ومناصريه في المظاهرات، مؤكدا أن “الشهيد النمر من الشخصيات التي واصلت وتواصلت مع جمهورها، ولم تنقطع أبدا”، إلى جانب قضائه لحوائج الناس.

الخاصية الخامسة، الإيثار والتخطيط للشهادة.

وأوضح الشيخ عبدالله الدقاق أن “هناك من ينتظر الشهادة وهناك من يسعى لها، هناك من يطلب الله الشهادة وهناك من يخطط في حياته أن يكون شهيدا في المستقبل هكذا كان الشهيد نمر النمر والشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس”.

وفي وقت سابق، أشار بيان “لقاء” في الجزيرة العربية إلى دلالة شعار “كرامةً وشهيداً”، في كونه يرمي إلى تعريف الشيخ الشهيد للكرامة، “فهي في نظره حقّ إنساني أسمى لا يملك أحد التصرف فيه، بل هي المبرر لتمسّك الإنسان وتشبثه بالحياة والبقاء، وأن الإنسان لا قيمة له إلا بها”.

وأكد البيان أن الشيخ الشهيد “لطالما كان يربط في خطاباته بين الكرامة والشهادة “نعم قلت أنا الشهيد التالي، والله إنها لكرامة من الله أن أكون شهيدا”.

وفي تناول ملف دلالة الهوية البصرية، لفت البيان إلى أن” أشكال حروف الشعار ترمز إلى “ما تمر به المنطقة من ظروف استثنائية جراء السياسات الجائرة التي يمارسها محمد بن سلمان على أبناء مناطق الجزيرة العربية من قمع واعتقال وقتل وطمس للهويات وضرب لمنظومة القيم الدينية والاجتماعية، إضافة للسياسات العدوانية التي يمارسها في العديد من البلدان”.

وتابع البيان “يذكّر الشعار بجريمةِ الإعدام التي أقدم عليها النظام السعودي في الثاني من يناير سنة 2016، وأنها مناسبة لمن يهمه أمر وطنه ومستقبل أبنائه في الجزيرة العربية، ولكل من يبتغي رضا الله -سبحانه وتعالى- أولًا وآخرًا، وأن نيل الكرامة يقتضي المطالبة بالحقوق المشروعة التي سلبها النظام السعودي، ومنها الحرية والمساواة والعدالة، وهذه لن تتحقق إلا في ظل دولةٍ تقوم على اتفاق الشعب بجميع مكوّناته، فعليّا وليس شكليا أو رمزيا”.

يذكر أنه في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن جمع من المعارضين للنظام السعودي إطلاق “لقاء المعارضة في الجزيرة العربية” في الذكرى السنوية السادسة لاستشهاد الشيخ نمر النمر، جرى ذلك خلال إقامة مهرجان خطابي في قاعة المجتبى في الضاحية الجنوبية لبيروت.

الجدير بالذكر أنه في 8 من يوليو 2012 أقدمت القوات السعودية على اعتقال الشيخ النمر إذ فتحت عليه الرصاص الحي فأصيب على إثرها بأربع رصاصات في فخذه الأيمن، وقامت باختطافه من موقع الجريمة فاقداً لوعيه لتنقله إلى المستشفى العسكري في الظهران وبعد ذلك إلى مستشفى قوى الأمن بالرياض ثم إلى سجن الحائر.

في مارس من عام 2013 بدأت السلطات السعودية بأولى جلسات محاكمته وبدون علم سابق لذويه، وقد طالب فيها المدعي العام على بإقامة حد الحرابة (القتل) على الشيخ النمر وقد ساق تهماً ملفقة على سماحته. ووفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، رفض أطباء سعوديون إزالة الرصاصة من ساق الشيخ نمر.

وبسبب تلقّيه علاج غير كاف أُصيب بشلل جزئي في ساقه. لم يقدّم الموظفون في مستشفى السجن حيث كان الشيخ نمر محتجزاً، الرعاية الصحية والعلاج الفيزيائي للشيخ بشكل منتظم، فعانى من ألم مستمر.وفي 2 يناير 2016، قامت السلطات السعودية بعملية إعدام جماعي بحق ٤٧ شخصاً، من بينهم الشيخ النمر.

وزعمت سلطات الرياض أن حكم الإعدام الذي نفذ في 2 يناير 2016 استند فقط على تهم تتعلق بالأعمال الإرهابية التي قام بها المُدانين. الحقيقة هي أن السلطات السعودية أعدمت الشيخ بسبب جرائم ذات صلة بحرية التعبير. ورغم محاكمة وإدانة الشيخ من قبل المحكمة الجنائية المتخصصة بإلارهاب، لم يكن للشيخ نمر أيّة علاقة بالإرهاب أو أيّ نشاط إرهابي.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock