الأخبار العالمية

سياسة الحصار و التجويع..  أوروبا تحصد ما زرعته

يبدو ان الغرب بزعامة امريكا، إستعذب اسلوب تجويع الشعوب عبر محاصرتها، من اجل فرض ارادته على دولها وحكوماتها، وهو اسلوب غير انساني وغير اخلاقي، إلا ان الغرب بات يتمادى ويتفنن في هذا الاسلوب وبشكل سادي، بحجج وذرائع واهية، رغم انه خلّف مآسي انسانية ستبقى وصمة عار على جبين هذا الغرب الذي يرفع ليل نهار شعار حقوق الانسان نفاقا.

العالم – كشكول

اليوم يقع هذ الغرب في شر اعماله، وذلك عندما اراد تطبيق هذا الاسلوب على روسيا على خلفية الحرب الدائرة في اوكرانيا، رغم انها حرب تتحمل اوروبا فيها مسؤولية لا يمكن انكارها او التستر عليها، بعد ان قامت وبتحريض امريكي واضح على تشجيع اوكرانيا للانضمام الى حلف الناتو دون مراعاة هواجس روسيا الامنية، التي كانت تؤكد على بقاء اوكرانيا بعيدة عن الناتو وان تبقى محايدة.

اليوم وبعد 6 اشهر من الحرب في اوكرانيا، والتي تزامنت مع حصار اقتصادي وتجاري وسياسي ضد روسيا، نرى وبشكل واضح تصدع الحصار الاوروبي على روسيا، فبين 27 دولة في الاتحاد الأوروبي، هناك دول تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، ولا يمكنها ان تجد بديلا له، وهو ما جعلها تتصرف وفقا لاحتياجاتها ومصالحها.

اغلب المراقبين لا يستبعدون ان نشهد قبل قدوم فصل الشتاء تخفيف القيود الاقتصادية المفروضة على روسيا من جانب الدول الاوروبية، للحد من تداعيات نقص الطاقة في القارة الاوروبية والتي ستكون خطيرة على المجتمعات الاوروبية التي لم تواجه مثل هذا النقص منذ الحرب العالمية الثانية.

من المؤكد ان هذا الانقسام في موقف الاتحاد الاوروبي سيكون خبرا سارا بالنسبة لامريكا التي لطالما رأت في هذا الاتحاد منافسا اقتصادي وسياسا لها، وسعت دائما لاضعافه.

هذه الحقيقة اشار اليها دوغلاس ماكغريغور الذي شغل سابقا منصب كبير مستشاري وزير الدفاع الأمريكي، عندما توقع بأن المستشار الألماني أولاف شولتس سيستقيل مع حكومته بحلول نهاية هذا العام بسبب الانخفاض الحاد في مستوى معيشة الألمان على خلفية العقوبات ضد روسيا. وافترض ان الحكومة الألمانية الجديدة ستتخذ مسارا نحو تسوية العلاقات مع روسيا الاتحادية.

ما تعاني منه المانيا اليوم، تعاني منه فرنسا وبريطانيا وجميع الدول الاوروبية، وهذه الحقيقة اكدت، ان سياسة الحصارات والضغوطات الاقتصادية الظالمة التي تمارسها اوروبا ضد شعوب العالم منذ عقود طويلة بتواطؤ مع امريكا، أخذت ترتد عليها، وعليها اليوم ان تحصد ما زرعته بالامس.

ليس كل الشعوب يمكن ان تتنازل عن سيادتها وكرامتها، بمجرد ان اوروبا وامريكا جوعتها عبر محاصرتها اقتصاديا، فهناك شعوب مثل الشعب الايراني والروسي وشعوب اخرى، لم تُفشل سياسة الضغوطات الغربية فحسب، بل جعلت الغرب يدفع ثمنا باهظا لهذه السياسة، وعليه اليوم ان يعيد النظر بها جديا، بعد ان تأكد له، وبشكل لا لبس فيه، ان اقتصاد العالم مثل أمنه، لا يمكن تجزأته.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock