الأخبار العربية

هذا ما يُحيكه الاحتلال لــ”جنين” جواً وتوقعات بصيف ساخن!

بعد فشل اقتحام الاحتلال مؤخراً لمخيم جنين وتصدي عشرات المقاومين له في مقاومة لم يشهدها الاحتلال منذ 20 عاماً كما ذكرت العديد من وسائل الإعلام العبرية، ودفع مسؤولو الاحتلال لدراسة تنفيذ ما عجزت عنه قواته على الأرض واللجوء لتنفيذ الضربات من الجو واغتيال المقاومين عن طريق الطائرات الحربية.

العالم – فلسطين

هذا التطور الخطير يوضح أن الاحتلال يعاني من حالة من التخبط والشعور بالهزيمة أمام شبان مقاتلين في مقتبل العمر، وإن تم فقد يؤدي لتطورات كبيرة ليس في جنين وحدها بل في الضفة الغربية المحتلة بأكملها التي تشهد أوضاعاً متفجرةً يومياً من اعتقالات وإعدامات ميدانية حسب رأي العديد من المحللين.

الكاتب والمحلل السياسي عدنان الصباح، أعتبر أن نية الاحتلال القيام باغتيالات من الجو للمقاومين في جنين، يدلل أن الاحتلال يقدم إثبات جديد على حالة التخبط والفوضى التي يعيشها.

واعتقد الصباح خلال حديث لـ”فلسطين اليوم الإخبارية”، أن الاحتلال ببث هذه الأخبار المتلاحقة يستهدف المقاومة في جنين محاولاً بث حالة من الإرباك الترقب لدى المقاومين في جنين ومخيمها، مضيفاً أن الاحتلال منذ عدة أيام ويحاول دخول العديد من القرى المحيطة بمخيم جنين، في محاولة لإثبات حضوره وأنه يحضر نفسه وهو سيذهب لمعركة في مخيم جنين”.

ورأى الصباح معقباً على تأثير استخدام الطائرات في الاغتيال وإمكانية تفجيرها للأوضاع، بأن الأوضاع أساساً هي متفجرة في جنين ويومياً الأحداث والمقاومة موجودة في كل أنحاء الضفة الغربية، معتقداً بالأحداث ستتطور ولن تبقى على ما هو عليه.

وقال :”أن التطورات التي حدثت في الشهرين الأخيرين من اقتحام المخيم قدمت للاحتلال صورة مرعبة، فهو لم يكن يتوقع أن هؤلاء الشبان المقاومين في حالة من الجاهزية والقدرة على المقاومة وهذا حدث في العديد من القرى المحيطة بجنين حيث لم يستطع دخولها ببساطة”.

وأضاف الصباح :”الاحتلال بهذه التهديدات يحاول أن يرسم صورة نصر، بسبب ما لحق بصورته التي مرغها المقاومين في مخيم جنين في التراب، بالإضافة لحالة الإرباك التي عاشها الاحتلال بعد اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة والمعركة الطويلة مع البطل محمود الدبعي والخسائر التي مُني بها الاحتلال”.

وتابع :”الاحتلال بعد كل هذه الأحداث يرى بأنه يقابله مقاومة حقيقية ليس من السهولة كسرها، لافتاً أنه منذ فترة طويلة بات هناك حديث عن تشكيلات للمقاومة في مخيم جنين والمدينة”.

ورأى الصباح بأنه بعد الأحداث الأخيرة العسكرية والسياسية بالإضافة للعمليات البطولية للمقاومة وضعت الاحتلال في الزاوية، على المستوى الداخلي “الإسرائيلي”، وعلى المستوى الخارجي من خلال الإحراج لأصدقائه وحلفائه وداعميه في العالم، وهو بحاجة لاستعادة صورة جديدة له.

واعتقد بأن الاحتلال من خلال الحديث عن الطائرات المسيرة هو يحاول طمأنة الداخل “الإسرائيلي”، بعد مقتل ضابط في المعركة الأخير في جنين؛ ما شكل صدمة لدى من المراقبين والمحلليين “الإسرائيلين”.

وأشار الصباح إلى أنه يريد الاحتلال أن يقول لجنوده وضباطه وجمهوره الداخلي وإعلامه بأن لديه خطة لكي يحمي جنوده، موضحاً بأن الذهاب إلى جنين ليس الذهاب إلى نزهة فهناك مقاومة واشتباكات.

ولفت إلى أن هناك العديد من الأصوات السياسية والإعلامية الاسرائيلية يتحدثون عن فشل وتمريغ أنفهم في التراب في مخيم جنين، وعن صورة دولتهم وجيشهم المهزوز، لافتاً إلى أن هناك العديد من الحقائق ثببتها المعركة الأخيرة في جنين.

وتابع الصباح :”بينت أخذ مهلة قصيرة لحكومته بعد طرح الثقة الأخير، مشيراً إلى أنه خرج بصعوبة من هذا المأزق ولولا الخوف من نتنياهو اليميني لكانت ذهب حكومته لغير رجعة وانتهت، وهو يحتاج هذه الفترة ليرمم صورته وصورة حكومته في الشارع بعد هبوط شعبيته.

واعتقد بأن “بينت” يتخوف من الحديث عن أن مخيم جنين قد هزم دولة الاحتلال، فالطائرات هي محاولة لترميم صورته.

بدوره قال الكاتب والصحفي مجاهد السعدي بأن قوات الاحتلال تحاول منذ سنة أن تنهي أي مظاهر للمقاومة المسلحة ومنذ بداية تشكيلها، فمحاولة الاحتلال إدخال سلاح الطيران في معركة جنين، هو نتيجة لانهيار منظومته الأمنية في مخيم جنين في مقابل المقاومة وعجزه عن ملاحقتها.

واعتقد السعدي خلال حديث لـ” وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: أن هذا القرار جاء بعد مقتل الضابط في وحدة “اليمام” خلال المعركة التي دارت مع المقاوم محمود الدبعي، مع عدم استبعاده لدخول الطيران في جنين.

وأوضح بأن سلاح الطيران كان له دور في بعض العمليات السابقة في بداية الانتفاضة في جنين، فكان يعتبر بمثابة دعم وإسناد للقوات الموجودة على الأرض، مثل الطيران المروحي والاستطلاعي.

ورأى بأن استخدام الاحتلال الطيران أمر ليس غريب وقد يكون ومحاولة للترهيب، معتقداً أنه سيكون استخدامه محاولة لتبرير اغتيال بعض المقاومين في الأيام القادمة.

وأشار السعدي إلى أن سبب إدخال الاحتلال لهذا السلاح، يرجع للمقاومة التي حصلت خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين الجمعة الماضية خلال محاولة اعتقال المقاوم البطل محمود الدبعي، كانت مقاومة قوية وشديدة ولم يشهدها الاحتلال كما صرحت وسائل إعلامه.

وقال : “شاب في مقتبل العمر لا يتجاوز عمره 24 عاماً استمر في الاشتباك لمدة 4 ساعات، هذا يدل بأن هناك جيل يحمل عقيدة قتال شرسة والاحتلال يتخوف من هذا الجيل، موضحا ًأن ما يزعج الاحتلال هو استمرار المقاومة”.

وأضاف السعدي :”أن ما قبل اغتيال داوود الزبيدي ليس كما بعده لأن هناك تأثير قوي للشهيد داوود الزبيدي، موضحاً خروج حوالي 700 مسلح ومقاوم في شوارع جنين وسط دعوات للانتقام من الاحتلال لاغتياله الزبيدي”.

وتوقع أن تذهب الأوضاع إلى تصعيد ليس في الحسبان، ونحن ذاهبون إلى صيف ساخن جداً في جنين ودرجة الحرارة سترتفع في جنين، مبيناً أن الاحتلال سيحاول إنهاء التشكيلات المسلحة في جنين، وفي ذات الوقت يتخوف من انهيار السلطة نتيجة عملية عسكرية في جنين، وهذا ليس من صالح الاحتلال.

وكانت قالت القناة “12” العبرية اليوم الثلاثاء 17/5/2022 : “إن جيش الاحتلال يدرس في هذه الأيام العودة لسياسة الاغتيالات من المروحيات القتالية في منطقة جنين وذلك بعد التوقف على هذا النوع من الهجمات منذ انتفاضة الأقصى، مما ينذر بتفجر الأوضاع”.

وبينت القناة العبرية، أن الجيش يدرس استخدام المروحيات القتالية ووسائل أخرى لم يفصلها سعياً للسيطرة على الوضع المتأزم في جنين وعجز قوات المشاة عن صد هجمات المقاومين والتي كان آخرها قبل أيام وقتل فيها أحد جنود وحدة “يمام” الخاصة.

وأوضحت القناة أن استخدام هكذا وسائل ليس سهلاً في المناطق المأهولة إلا أن الواقع في جنين لم يترك الكثير من الخيارات أمام الجيش سوى البحث عن وسائل جديدة لإدخالها للمواجهة.

جدير ذكره أن قوات الاحتلال “الإسرائيلية” لم تتمكن من اعتقال المقاوم محمود الدبعي من مخيم جنين بعد اشتباكات استمرت ل5 ساعات متواصلة .

فلسطين اليوم

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock