استاذ جامعي لبناني لـ”تسنيم”: امريكا تسعى الى اعادة ايران الى زمن التبعية وسرقة ثروات شعبها
أكد استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية صادق النابلسي، ان الادارة الامريكية تسعى وراء اعادة الجمهورية الاسلامية الايرانية الى زمن التبعية وسرقة ثروات الشعب الايراني لافتا الى ان الايرانيين يرفضون الهيمنة الامريكية ومخططاتها العدوانية.
وأشار النابلسي في حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء إلى انتخابات مجلس الشورى الاسلامي التي خاضها الشعب الايراني وقال، هناك اجماع لدى الشعب الايراني ان هذه الانتخابات البرلمانية ستعيد تقوية الوحدة الايرانية الداخلية و ستأكد على المسار الديمقراطي الشعبي الذي انتهجته ايران والقيادة فيها منذ بداية الثورة الاسلامية في ايران 1970 ، لاشك انه هناك الكثير من الاعداء في الخارج يراهنون على فشل هذه الانتخابات وعلى نقمة واعتراض شعبي على سياسات الثورة الاسلامية وسياسات القيادة الايرانية في محاولة منهم الى فرض اجندة داخلية معينة و ليجعل هذا الشعب منقسما على ذاته وتحت عناوين ان البلاد اليوم تعاني من ضعف في الاقتصاد وتحديات اجتماعية خطيرة.
وتابع، ايضا هناك تحديات اقليمية بسبب الصراع القائم بين امريكا وايران وتأثير العقوبات الاقتصادية على البلد ولذلك يعتبر بالنسبة الى الخارج مدخل لتحقيق بعض الاهداف التي تقوم على الانشقاقات والاعتراضات وعلى السخط على القيادة الايرانية ولكن هذه الانتخابات اليوم يخوضها المبدئيون والاصلاحيون بشكل موحد لديهم رؤية هي كيفية اخراج ايران من الوضع الحالي وكيف يمكن للايرانيين ان يتحدو التحديات الداخلية والخارجية لاشك نحن امام محطة تاريخية بالنسبة الى الشعب الايراني ويريد ان يثبت مرة اخرى انه قادر على تجاوز كل المشاكل والازمات وقادر على ان يكييف اوضاعه بطريقة تخدم سيادته ومصالحه الداخلية وايضا تؤمن امنه الحقيقي في مواجهة الاعداء في الخارج .
ونوه الى انه من المفارقات العجيبة ان بعض دول الجوار لا سيما دول الخليج (الفارسي) تتحدث عن الاستبداد في ايران وعن الحكم الديكتاتوري وكأنها لا ترى عدد الجولات الانتخابية التي اقيمت منذ عام 1979 حتى اليوم هناك انتخابات برلمانية وهناك انتخابات بلدية وانتخابات مجلس وزراء يعني سلسلة من الانتخابات التي تؤكد على الديموقراطية في ايران بينما بلدان الخليج ( الفارسي ) التي لا يحظى فيها الشعب بأي حرية ولا يستطيع انتخاب حكامه وان تكون هناك اي عملية انتخابية تعطي للشعب بعض حقوقه في التعبير والاختيار هذا كله معدوم في تلك البلدان ومع ذلك يمارسون النقد والهدف واضح هو التشكيك بـ ايران .
واوضح ان هذا لن يغيير من حقيقة الأمر شيئا على الاطلاق ايران اليوم تثبت للعالم انها بلد يحترم الانسان يحترم حرية الناخبين وهناك فتاوى شرعية كما قال القائد بضرورة ووجوب الحضور في الانتخابات النيابية وكلنا يعلم ان عدد الناخبين ونسبة المقترعين في ايران لا تقارن بأي نسبة في العالم يعني حتى في امريكا لا تتجاوز نسبة المقترعين 40 % بينما في ايران تتجاوز هذا الرقم بكثير مما يؤكد ان الشعب الايراني هو شعب حيوي وحر وشعب يذهب الى صناديق الاقتراع من اجل ان يحدد خياراته وهذه الخيارات كانت دائما داعمة للقيادة في سياساتها سواء داخلية او خارجية .
ولفت الى ان امريكا هي عدوة للشعب الايراني وللقيادة الايرانية منذ الثورة الاسلامية هذا امر واضح ومفهوم بالنسبة الى كل المحللين والمراقبين من الطبيعي جدا ان تشوش امريكا على الانتخابات البرلمانية وان تشكك في الانتخابات وفي شرعيتها لان امريكا هي عدوة لذلك نلاحظ من حين لاخر كيف ترسم سياسة العقوبات ومؤخرا فرضت عقوبات على مسؤولين مشرفين على الانتخابات التشريعية بمعنى ان مسؤولين امريكيين وامريكا تفرض عقوبات على كيانات معينة كأشخاص ومسؤولين في ايران وتحاول ان توحي بأن هناك تلاعبا في نتائج الانتخابات وان هذه خطة للنظام وانه ليس هناك من ديموقراطية في ايران ونحن يجب ان نواصل دعم التطلعات الديموقراطية للايرانيين والى ما هناك من كلام يؤكد على المنحى العدواني من قبل امريكا على الشعب الايراني.
واضاف ، هم لا يريدون ديموقراطية ولا حرية في ايران هم يريدون اعادة ايران الى زمن الشاه الى زمن التبعية والى زمن الخضوع والى زمن تتمكن فيه امريكا من سرقة ثروات الايرانيين كما يحصل اليوم مع دول الخليج ( الفارسي ) ، ايران اليوم سيدة والشعب الايراني هو حر وهو الذي يحدد خياراته وبالتالي لايمكن ان يستمع الى الدعاية الامريكية المغرضة التي تريد ان تثير الحساسيات بين الشعب الايراني وتؤكد من جهة اخرى على مخاطر الاوضاع في ايران ….على كل حال هذا ما عهدناه من قبل امريكا ولا يغير شيئا في الواقع من توجهات الشعب الايراني المعادي للادارات الامريكية المتعاقبة والذي يعرف تماما ما الذي تهدف اليه هذه السياسات الامريكية العدوانية التي تريد السيطرة على البلاد مجددا وهذا لن يسمح به الشعب الايراني باي شكل من الاشكال .
/انتهى/
المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .