الأخبار العربية

على مثل هذا النظام انتفض الشعب البحريني

لم تحقق كل المليارات الضخمة التي انفقتها ومازالت تنفقها بعض الانظمة الخليجية وعلى راسها السعودية والامارات والبحرين، بأمر من أسيادهم الامريكان، على الامبراطوريات الاعلامية والصحف والمجلات والذباب الالكتروني وعلى شراء ذمم المرتزقة من اشباه الاعلاميين والصحفيين، أهدافها في الاساءة الى الجمهورية الاسلامية في ايران وشيطنة محور المقاومة، لسبب واحد بسيط، وهو مظلومية الشعب الفلسطيني، فهذه المظلومية هي التي جعلت سحر تلك الانظمة الخليجية الطائفية المنبوذة يرتد عليها.

العالم – يقال ان

منذ اربعين عاما والالة الاعلامية لهذه الانظمة الرجعية والعميلة تنفخ بنار الطائفية، وزاد نفخها حدة في العقد الاخير، حيث اتهمت ثورة الشعب البحريني السلمية والحضارية بانها “ثورة شيعية ضد السنة”، وبررت بهذه السفاسف احتلال السعودية للبحرين، كما بررت بتلك السفاسف العدوان الوحشي ضد الشعب اليمني، وبررت بها ايضا المشاركة في الارهاب الاقتصادي الامريكي ضد الشعب الايراني، وكذلك تدمير سوريا.

عقلاء الامة كانوا واعين للدور العار والمخزي لتلك الدول العربية الثلاث في الخليج الفارسي، ولطالما حذروا ابناء الامة من الوقوع في فخها الطائفي والعنصري المقيت، مؤكدين على حقيقة ان هذا الدور الوظيفي تلك الانظمة الرجعية والقبلية واللاسرية العميلة يصب من الفه الى يائه في خدمة المصالح الصهيونية.

كلنا يتذكر مواقف الشيخ يوسف القرضاوي وهو يصف بابشع الصفات ثورة الشعب البحريني ضد ظلم وتمييز النظام الخليفي، داعما هذا النظام الرجعي البائس ومبررا الاحتلال السعودي للبحرين، عندها دعاه العقلاء الى عدم الانطلاق من منطلقات طائفية ضيقة في التعامل مع ثورة الشعب البحريني الذي يرزح تحت حكم اسرة مرتهنة بالقرار السعودي ، وهو قرار مرتهن بدوره بالقرار الامريكي الاسرائيلي، الا ان تلك النصائح ضاعت في صخب الاعلام الخليجي العالي والموبوء طائفية وحقدا.

اليوم يكشف اداء مسؤولي هذه الانظمة المتخلفة والعميلة، مظلومية وصوابية ثورة الشعب البحريني ضد حكم ال خليفة المتخلف والعميل، ففي سابقة نادرة وفريدة لم يألفها اي شعب عربي، قضت محكمة بحرينية بسجن مواطن بحريني 3 سنوات ( نكرر 3 سنوت حتى لا يظن القارىء انه خطأ مطبعي) لانه أحرق علم العدو الاسرائيلي خلال تظاهرة لنصرة القدس والقضية الفلسطينية.

وجاء في حيثيات الحكم ضد من شاركوا في التظاهرة ضد صفقة القرن:”ان المدانين كان قصدهم من ذلك الفعل تعريض حياة الناس وأموالهم للخطر، والإخلال بالأمن العام، وتعطيل حركة المرور”!!.

هذا الفعل الخليفي المتصهين ما كان ليحصل لو وقفت الشعوب العربية الى جانب الشعب البحريني في ثورته ضد الطغمة الخليفية المتصهينة والجاثمة على صدره، وما كان هذا الفعل ليحصل لو لم يصف القرضاوي ومن يعتبرون علماء الامة الحراك السلمي والحضاري للشعب البحريني بانه “حراك طائفي شيعي ضد السنة”!!، وما كان هذا الفعل ليحصل لو لم يسكت احرار الامة على الرسائل “الودية” التي بعثها اعضاء اسرة ال خليفة الى سيدهم نتنياهو كما كشفت القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية العام الماضي، وما كان هذا الفعل ليحصل لو خرج الشارع العربي محتجا على التصريح الخياني والعار للمتصهين خالد بن أحمد وزير خارجية ال خليفة السابق والذي اعلن فيه وبصراحه وقحة : إن “إسرائيل وُجدت لتبقى، ولها الحق في أن تعيش داخل حدود آمنة وان بلاده ودولا عربية اخرى ستتبع معها”، ما كان لهذا العمل ان يحصل، لو كان العرب استهجنوا احتضان المنامة للمؤتمر الاقتصادي الذي مهد لاعلان صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية.

اخيرا، يبدو ان خدمات ال خليفة للصهيونية العالمية لا تنتهي، فقد كشفت صحيفة “هآرتس” الصهيونية ان الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة سيعقد لقاء علنيا مع رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لزيادة الحظوظ الانتخابية لنتنياهو، الرجل الذي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية وتهويد القدس وطرد الفلسطينيين من فلسطين!.

على مثل هذا النظام العميل والمتصهين والرخيص انتفض الشعب البحريني الابي، والذي وصُفت ثورته بابشع الصفات، وساهم في هذه الجريمة علماء مازالوا يتحدثون في السياسة وبصلافة وقحة.

نبيل لطيف

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock