الى من ينتهك حرمة العمامة
جماعة التيارات التي تدّعي العلمانية والمدنية والتحرر !! يتداولون صورة لمجموعة من العمائم وقد وضعت على منضدة وقد كتبوا على الصورة عبارة : ( أسلحة الدمار الشامل) ..
نحن هنا نتسائل ولا ننتظر إجابة من أي مسخ ساقط من هؤلاء .. فهؤلاء أجل الله السامع شرذمة تنام مخمورة على أنغام السقوط وتصحو مخبولة متأثرة ببقايا الكأس ..
نتسائل أيها المثقفون .. أين كنتم عندما إحتل الدواعش أرضكم ؟ لماذا لم نر بينكم رجلاً واحداً مهرولاً في الجبهات أو متخندقاً في ساتر من سواتر المعركة ؟
لماذا لم نسمع بوجود شهيد أو جريح بين أفواج أهل القبعات المستوردة لرواد شارع المتنبي واصحاب ربطات العنق الحمراء والفيونكات ومن تأبط الجريدة اليومية، أوأصحاب الذوق الموسيقي الذي لايضاهى ؟ ..
لماذا لم نجد فيكم ( جيفارا ) الذي تتبجحون به ولم نجد ( محرر الهند ) ولا حماسة الشيوعية والقومية ولا مفردات النضال ولا ( طالعلك ياعدوي طالع ) ولا رأينا فيكم تجسيداً للثرثرة الماركسية ولم نسمع بمصطلحاتكم التي غذتكم بها الأوراق الصفراء لروايات الثقافات المستوردة ؟
لماذا لم نر دعماً لوجستياً لأبناء جلدتكم وهم يقاتلون عنكم بدلاً من تحطيم المعنويات ودعوة الشباب للهجرة والنزوح .
لماذا فقدناكم في المعركة ؟
ألستم تدّعون أن الدين لله والوطن للجميع ؟ ألم تكن بغداد التي وصلت داعش لإطرافها مدينتكم ؟ ألم تكن الموصل التي انتهكت مدينتكم ؟ ألم تكن الأرض العراقية التي دنستها أقدام شذاذ الآفاق أرضكم ؟
هل كنتم تنتظرون هجمة داعشية تستهدف موسكو ولينين غراد ولندن مواطن ثقافتكم المستوردة لتنهضوا دفاعاً عنها أم كنتم تنتظرون مقررات مؤتمرات تياراتكم التي أولت إهتماماً بالغاً بحرية تعاطي الخمور ولم تلتفت لوطن يتعرض لأشرس هجمة في تأريخه المعاصر ؟
” أَجَلْ وَاللهِ غَدْرٌ فيكُمُ قَديمٌ وَشَجَتْ إِلَيْهِ أُصُولُكُمْ وَتَأَزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ ، فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ شَجَرٍ شَجاً لِلنّاظِرِ وَأُكْلَةٌ لِلْغاصِبِ. ” ..
تحسبون أنكم تحسنون صنعاً .. وقد إنقلبت لديكم المفاهيم رأساً على عقب وإختلط حابلكم الفكري بنابله فلا تدرون من أنتم كما نحن لا ندري من أنتم .. فقد شاهت الوجوه وإختفت الملامح فلا لأهل الشرق أنتم ولا لأهل الغرب، وقد ضاعت بين ما مكتوب من صفات في هويات أحوالكم الشخصية وبين واقعكم المتذبذب المتردي بكم الى الهاوية ..
سلبكم الله بهاء الوجه وإحتوشكم الشيطان جلساء وندماء له في مجالس الطاس والكاس والطنبور ودندنة العود وأنغام كوكب شرقكم وإستعراض المصطلحات المريضة فيما بينكم حتى مطلع الفجر وإنكفاء الجماجم الفارغة على وسائد المرض الذي نسأل الله دوامه لكم علة باقية لا شفاء لها ولا زوال .
تستهزأون بالعمامة التي تشرفكم جميعاً أنتم وزعاماتكم وثقافتكم البائسة .. تستهزأون بالعمامة التي لم تتنكر يوماً لدينها ولا لأصالتها ولا لتراثها ولا لوطنها .. بينما غيرتم أنتم جلدتكم وتلونتم وها أنتم ومنذ سبعين عاماً لم تقدموا غير مشاريع الثرثرة التي سأمنا منها ولا همّ لكم سوى أن تنتقصوا من الدين الذي هو بنظركم القاصر ( أفيوناً للشعوب ) ولست أدري ما الذي يستثني دينكم أنتم من الأفيونية مع إنقضاء أعماركم في أجواء يومية من التحلل لا داعي لذكرها.
العمامة تشرفكم .. لأنها تمثل الشجاعة والغيرة والشرف والعلم وأنتم لا تمتلكون واحدة من هذه الصفات وقد كشفت معركتنا مع الدواعش عوراتكم وفضحت جبنكم وبينت حقيقتكم.
المصدر : مجلة العصر – الأستاذ حسين فرحان..