قائد في البيشمركة لـ”تسنيم”: الجنرال سليماني كان قائداً رفيع المستوى ويتواجد على جميع الجبهات / سنبقى مع إيران حتى النهاية
قال القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي محمود سنكاوي، ان الجنرال قاسم سليماني كان قائداً رفيع المستوى وكان يتواجد على جميع الجبهات.
وكالة تسنيم الدولية للأنباء – محمود سنكاوي قيادي بارز في الاتحاد الوطني الكردستاني العراقي وقائد محور كرميان في اقليم كردستان وأبرز القادة الميدانيين في الحرب ضد داعش.
وبحسب سنكاوي، لقد قاتل إلى جانب القوات الإيرانية لبعض الوقت، و كان له علاقات صداقة وثيقة مع الإيرانيين في السنوات الأخيرة لذلك يعتقد أن هذه العلاقات الودية يجب أن تستمر حتى النهاية.
وعندما هاجمت داعش اقليم كردستان العراق واجه مع القوات الإيرانية، الإرهابيين التكفيريين، وهناك تعرف على القائد الشهيد قاسم سليماني.
وكالة تسنيم الدولية للأنباء أجرت مقابلة مع محمود سنكاوي للحديث معه حول ذكرياته عن الشهيد العظيم قاسم سليماني.
وفي ما يلي تقرؤون نص المقابلة كاملاً:
* في البداية أشكركم على هذا الوقت الذي منحتموه لنا. إذا كنتم موافقين، لنبدأ الحوار بتقديم نفسكم وتاريخكم النضالي.
محمود سنكاوي، مواليد 1952 ، دخلت المجال السياسي بعد الانضمام إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني في عام 1967 ، وحتى عام 1974 كنت عضوا في البيشمركة وعضواً في الحزب الديمقراطي الكردستاني. بعد فشل ثورة الأكراد، عدت إلى منطقتنا وفي عام 1976 أصبحت عضوا في الحزب الماركسي في كردستان والذي تغير اسمه لاحقاً إلى “حزب كادحي كردستان”. لقد كنت عضوا في الاتحاد الوطني الكردستاني منذ عام 1977 وشاركت في جميع الأحداث في المنطقة منذ عملية الأنفال.
قام نظام البعث في ذلك الوقت بإخلاء قرانا، وكان يتم تنفيذ حكم الاعدام بحق الاشخاص على بعد 10 أمتار من الطريق الرئيسي. أذكر ان آلاف الأكراد الفقراء دفنوا أحياء في جنوب العراق.
تقلدت مختلف الرتب العسكرية منذ عام 1978 وفي عام 2000 تم انتخابي كعضو في مجلس قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني وفي المؤتمر الثالث كعضو في المكتب السياسي لهذا الحزب. وأنا الآن عضو في المجلس العام لقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني وقائد المحور الأول لقوات البيشمركة في إقليم كردستان في الحرب ضد داعش.
* كان لديكم تاريخ طويل من النضال وكما ذكرتم واجهتم العديد من التحديات طيلة هذه السنين. ما هو الفرق بين حربكم مع داعش في السنوات الأخيرة وبين الأزمات السابقة سواء من حيث صعوبتها واتساعها او التحديات التي واجهتكم؟
كانت معاركنا السابقة في الغالب حرب عصابات، كنا نهاجم العدو ونعود إلى مواقعنا بعد العملية. قبل جريمة الأنفال ، كانت لدينا حروب أخرى، على سبيل المثال القتال لأشهر مع الجيش البعثي بالسلاح الخفيف. ورغم امتلاك نظام البعث لأسلحة كيميائية ، قاومناه وقدما مئات الضحايا، لكن القتال ضد داعش كان أشد بكثير.
* كيف؟
لأن داعش كانت قوة مفترسة وكان لها العديد من الداعمين الذين كان يزودوها بكل أنواع الأسلحة وحتى الطائرات المسيرة. لقد استخدم هؤلاء الأسلحة الكيميائية ضدنا ايضاً، لكننا قاومنا بينما كنا نملك أسلحة خفيفة فقط. أسلحتنا الثقيلة تعود الى الفترة التي كنا نحارب فيها نظام صدام واغتنمناها منه.
كانت داعش قوة مدربة، للأسف خدعت الناس في أنحاء مختلفة من العالم بطريقة اعتقدوا أنهم سيحاربون معهم الكفر. لقد قدمونا على أننا جبهة الكفار وقدموا انفسهم على أنهم الاسلام، لكنهم ليسوا مسلمين لأنهم قتلوا الكثير من الناس ، واختطفوا النساء والفتيات ، ودمروا المناطق والمدن ، بينما دافعت قواتنا ببسالة عن أرضهم وشعبهم وكرامتهم. لقد قدمنا العديد من الشهداء والضحايا في هذا الطريق، وقاومناهم، ومن ثم قدمت العديد من الدول المساعدات لنا إلى ان تمكنا من هزيمة داعش.
بالطبع ، لم يتم بعد القضاء على داعش بالكامل، على الرغم من أنها لا تسيطر على أي منطقة – خاصة في المناطق الخاضعة لنفوذ البيشمركة حيث لا قدرة لداعش على القيام بأي حركة فيها – لكن لسوء الحظ قاموا في أجزاء أخرى من العراق ببعض الاعمال وقتلوا الناس. شاهدتم مؤخراً كيف هاجموا قرية بالقرب من خانقين، وقتلوا أباً وابنه واصابوا عددا آخر، والان ينشطون باستمرار في مناطق خانقين وديالى وكركوك وحتى الموصل وينفذون عمليات إرهابية وعسكرية ضد القوات العراقية.
لو جاؤوا إلى منطقة الاقليم ، لكانوا دمروا منطقتنا. من وجهة نظرهم دماؤنا محللة، نساؤنا وبناتنا محللة لهم ، كل شيء في هذه الأرض محلل لهم هؤلاء يريدون تدميرنا. لم تكن داعش عدواً لنا فقط، بل كانت عدواً للإنسانية ، لكنها كانت لديها أكبر العداء مع الأكراد والشيعة.
كانوا أيضاً أعداء خطرين على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن الجمهورية الإسلامية تمكنت من الوقوف بوجههم خارج أراضيها، وبفضل الجهود التي بذلتها والشهداء الذين قدمتهم، لم تسمح بأن يلحق الأذى بتراب إيران.
* أين تعرفتم على القوات الإيرانية خلال سنوات نضالكم، وفي أي مراحل كان لديكم تعاون مع بعضكم البعض؟
في مرحلة من المراحل قاتلت ضد حرس الثورة الإيراني وما زالت آثار رصاص الإيرانيين على وجهي، لكننا في وقت لاحق ابرمنا اتفاق سلام بيننا والآن منذ مدة طويلة ولدينا علاقة ودية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لقد شاركت في العديد من العمليات مع القوات الإيرانية وقمت بذكرها في كتاب مذكراتي أيضاً.
نحن أصدقاء مع الإيرانيين ونعتقد أن أي قوة تأتي إلى هذه المنطقة ستذهب يوماً ما، لكننا نحن والإيرانيون سنبقى معاً ولن ننفصل عن بعضنا البعض. كما قلت، رغم أن انه واجهتنا بعض المشاكل في الماضي ، إلا أننا لدينا تعاون ودي كبير مع بعضنا البعض منذ سنوات عديدة ، ومعظم حياتنا مرت في الصداقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسوف نستمر في هذا المسار ايضاً.
* في المرحلة التي قام فيها داعش بالهجوم على اقليم كردستان ، طلب قادة الاقليم المساعدة من مختلف الدول ، بما في ذلك إيران، وكما ذُكر ، وحتى القادة الأكراد قالوا ايضاً ان إيران هي أول دولة قامت بمساعدة الاقليم، والقائد الشهيد قاسم سليماني كان أول شخص يأتي إلى هنا. لماذا تم هذا الطلب من إيران، وما تأثير المساعدات الإيرانية على مواجهة داعش؟
تعاون الإيرانيون معنا بشكل مؤثر وفاعل. بالطبع، كان داعش يشكل تهديدًا للجميع ، وهؤلاء بالإضافة إلى أنهم دافعوا عن أنفسهم دافعوا عن الشيعة العراقيين ايضاً.
كان القادة العسكريون الإيرانيون يقدمون لنا الاستشارة الجيدة. بالطبع، تعاوننا نحن والإيرانيون مع الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في هذه المعركة.
للأسف ، تلقت قوات الجيش العراقي هزيمة كبيرة في بداية ظهور داعش ، وبقينا نحن القوة الوحيدة لمواجهة داعش. عندما هاجمت داعش الموصل تركت العديد من القوات العراقية أسلحتها وسقطت كل تلك الأسلحة والمعدات بيد الإرهابيين ، بدءاً من الدبابات والمدفعية وصولاً إلى الكاتيوشا وغيرها من المعدات. واستخدم داعش تلك الأسلحة ضدنا. وهنا دخلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية المشهد وسارعت الى التعاون معنا ومع العراق.
* لقد شاركتم لسنوات في معارك مختلفة وأنتم قائد عسكري متميز.. برأيكم ، ما هي الصفات العسكرية والقيادية للجنرال سليماني؟
ذات مرة قلت في مقابلة يا ليت الجنرال سليماني كان قائد لنا، لأن الشيء الوحيد الذي رأيته منه كان الكفاءة والبطولة، لقد كان شخصاً عطوفاً ودافع بشكل جيد عن بلاده وفي نهاية المطاف ضحى بحياته في سبيل ذلك.
* كم كنتم على تعامل قريب معه؟
عندما كنا نستعد لمهاجمة جلولا ، قالوا لي هل يمكنكم السيطرة على هذه المنطقة خلال ثلاثة أيام؟ لقد وافقت وقلت أنني سأزف لكم غدا نبأ تحرير جلولا. عند العودة، رأيت قاسم سليماني قبل خانقين، وهو المكان الذي كان يقوم فيه بمسح المنطقة من خلال شاشات المراقبة والطائرات المسيرة.
في تلك المرحلة، كنت على اعتقاد بأنه يتعين علينا حصار جلولا حتى لا يتمكن أي داعشي من النجاة، لكنه كان يعتقد بأنه إذا قمنا بغلق الطريق امام العدو، فسيواصل القتال ضدنا، يجب فتح منفذ أمامهم للفرار. وفي صباح اليوم الذي بدأت فيه الحرب في تلك المنطقة رأيته كان يتواجد على نفس محور العمليات.
عد از نبرد داعش هم يك بار ديگر ايشان را در منزل كاك كوسرت رسول ديدم. جلسه با هدف بررسي وضعيت توزخرماطو بود.
ازجمله ويژگيهاي مهمي كه در او ديدم، اين بود كه تسلط زيادي در نقشه خواني داشت و يك بار هم به ما گفت «چرا شما كمتر از نقشه استفاده مي كنيد؟ اعتقادي نداريد؟» گفتم چرا ما هم از نقشه استفاده مي كنيم اما در عين حال به دليل آشنايي كاملمان با منطقه نياز زيادي به آن نداريم.
بعد معركة داعش، رأيته مرة أخرى في منزل كوسرت رسول. وكان الاجتماع يهدف إلى مناقشة الوضع في طوزخورماتو.
كان قاسم سليماني قائدا رفيع المستوى وكان بإمكانه إعطاء الأوامر من بعيد وعدم التواجد في الميدان ، لكنه كان يتواجد على جميع الجبهات وكان معنا حتى حررنا جلولا وسعدية ومناطق أخرى.
كانت إحدى الصفات المهمة التي رأيتها فيه أنه يتمتع بقدر كبير من القدرة على قراءة الخرائط وقال لنا ذات مرة، “لماذا تستخدمون الخرائط بشكل قليل؟ أ لا تهتمون لذلك؟ ” قلت نعم إننا نستخدم الخريطة أيضاً ، لكن في نفس الوقت لا نحتاج إليها كثيراً بسبب معرفتنا بالمنطقة.
* ماذا عن الشخصية؟ ما هي الصفات الشخصية المهمة التي علقت في ذاكرتكم؟
لقد كان شخصاً هادئاً ورزيناً. في المناطق التي كان يتواجد فيها ، لم يبحث عن مكانة خاصة له. لقد كان يأكل مثل أي شخص آخر ويستريح في المكان الذي كان يستريح فيه الجميع. حتى عندما كان يشعر بالجوع ، اذا كان هناك بعض البسكويت كان يأكل منها فقط. كرس حياته خدمة للوطن بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إلى جانب كل ذلك، كان لديه قدر كبير من المعلومات وكان يحلل بشكل جيد مختلف القضايا السياسية والعسكرية. كانت يتحدث بهدوء ورصانة عن وجهة نظره، ولم يغضب أبداً. كان يحاول دائمًا الحفاظ على احترام الطرف المقابل.
كيف بلغكم نبأ استشهاده؟
تلقيت النبأ من المواقع الخبرية. أذكر أن بي بي سي أعلنت أنه تم استهداف سيارة في بغداد لكن من يقلها غير معروفين. في الصباح ، اتصل بي أحد أصدقائي وقال أن قاسم سليماني وعدد من رفاقه قد قتلوا(استشهدوا). كان هذا النبأ غير سار بالنسبة لي.
* اذا أردتم الحديث إلى الجنرال سليماني ماذا ستقولون له كشخص كنتم على اتصال به لمدة معينة وكان هناك تعاون مشترك؟
كان نبأ استشهاده مزعجاً بالنسبة لي ، كان بطلا لبلاده ، وينبغي للإيرانيين الشعور بالفخر لوجود مثل هذا الشخص في بلادهم، نعتبره شخصاً عظيماً. لم يكن يخش أي شيء. على الرغم من أنه كان يعلم أنه سيستشهد ، إلا أنه واصل كفاحه وتمنى أن يستشهد في هذا الطريق.
ولأنه كان يتحدث دائماً إلى الطرف المقابل باحترام خاص، كنت أتحدث معه ايضاً باحترام وكنت أصغي إليه. كان لدينا هدف مشترك ومحاربة عدو مشترك بوصفه عدوا للإنسانية.
يا ليت كان حياً وجلسنا معاً وتحدثنا عن قضايا كردستان والحرية والجوار والتعاون. نحن لدينا حدود مشتركة مع إيران وكنا نتباحث في سبيل مصلحة بلدينا.
عندما شيعوا جثمانه في إيران، إتضح كم كان شخصية محبوبة من قبل الناس.
* نشكركم على الوقت الذي منحتموه لنا.
شكراً لكم، واهلاً وسهلاً.
/انتهى/
المصدر : وكالة تسنيم للأنباء .