‘من سيىء لأسوأ’..خيبة الأمل تدفع القراء لتجاهل رويترز
العالم – يقال ان
هذه البديهية يمكن تعميمها على وسائل الاعلام ووكالات الانباء والفضائيات و..، عندما يتم عبرها نقل الاخبار والتحليلات السياسية، فتجد الشتائم والسباب والاكاذيب تطفح من تلك التي تعود الى حكومات دكتاتورية وانظمة طائفية وجهات تكفيرية وعنصرية، بينما تبقى تلك التي تعتقد انها تمتلك تاريخا عريقا واعتبارا وسمعة في مجال الصحافة والاعلام، تحاول ان تتمسك بالحد الادنى من الموضوعية لكي تحافظ على اعتبارها وسمعتها ولا تنحدر الى مستوى وسائل الاعلام المفضوحة.
رغم المال الخليجي، لاسيما السعودي والاماراتي، الذي بدأ منذ سنوات في محاولة تلويث وسائل اعلام ومؤسسات صحفية عريقة في الغرب، ورغم الضغوط الامريكية لتجنيد هذه الوسائل والمؤسسات لخدمة الصهيونية العالمية، الا ان العديد من هذه الجهات حاولت وبصعوبة ان تلتزم بالمستويات الدنيا من الموضوعية والحيادية خوفا على سمعتها واعتبارها وتاريخها، لكن وللاسف الشديد بعض وسائل الاعلام والمؤسسات الصحفسية العريقة، باعت نفسها بثمن بخس و تجردت حتى عن تلك المسحة الباهتة من الحيادية والموضوعية، كما هو حال وكالة رويترز البريطانية، التي بات يسمع دوي سقوطها وارتطامها بالارض وتكسر كل اوصالها.
رغم ان السقوط المدوي لرويترز بدا منذ اكثر من عشر سنوات ، الا ان صوت ارتطامها بالارض وتلاشيها، بدا يُسمع منذ سنوات قليلة فقط، بعد ان باتت تنشر تقارير لمن تعتبرهم مراسليها امثال بریسا حافظي ويكانه تربتي وبابك دهقان بيشه، وهي اسماء ارادت من ورائها رويترز ان تعطي مصداقية لتقاريرها لكونها اسماء ايرانية، ولكن فاتها ان هذه التقارير ستنسف كل مصداقياعل لدى المخاطب، فهي اشبه بالكلام السوقي الصادر عن انسان سوقي، لن يعود بالفائدة لقائلها الا بالفضيحة.
صُدم مخاطبو رويترز بتقارير تتحدث عن اجتماعات “سرية” لقائد الثورة الاسلامية مع شخصين او ثلاثة او اربعة، تحت الارض!!، من اجل اتخاذ قرارات بمهاجمة ناقلة او منشات نفطية تابعة لبلدان اخرى، واجتماعات سرية عن اوامر اصدرها قائد الثورة، لوضع حدا لبعض مظاهر الاحتجاج على ارتفاع اسعار البنزين، وهي قرارات صدرت في اجتماعات سرية ايضا!! لم يعرف عنها حتى المقربين من مصادر القرار في ايران، الا انها كانت مكشوفة لرويترز، والطامة الكبرى ان كل تلك التقارير، وهي بالمناسبة موجودة، لا تجد فيها حتى عنوان او اسم مصدر واحد، فكلها مجهولة.
آخر التقارير الصادرة عن الاسماء الايرانية المذكورة، والتي قبرت اخر اعتبار لرويترز والى الابد، كان تقرير للمدعو بابك دهقان بيشه تحت عنوان ( “من سيىء لأسوأ” .. خيبة الأمل قد تدفع إيرانيين كثيرين لتجاهل الانتخابات)، وهو تقرير لا نبالغ ان قلنا ان وكالات الانباء السعودية والاماراتية والبحرينية، كانت ستفكر الف مرة قبل نشره، فهو فضيحة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فالمدعو دهقان بيشة، وهو بالمناسبة يعيش في امريكا حيث موطن والدته الامريكية ويحمل الجنسية الامريكية ومن اكثر الحاقدين على الجمهورية الاسلامية في ايران، وشارك مشاركة فاعلة في الحرب التي يشنها اليمين المتصهين الامريكي ضد ايران والشعب الايراني، فدهقان بيشه هذا، ويمكن للقارىء ان يراجع التقرير الموجود على رويترز ونشر في 18 فبراير / شباط الحالي، يحاول وبشكل بائس ان يرسم صورة عن الشعب الايراني والانتخابات الايرانية غير موجودة الا في مخيلته هو، فالتقرير ورغم انه طويل جدا، يؤكد فيه دهقان بيشه وبشكل ملفت ان الايرانيين لن يشاركوا في الانتخابات البرلمانية التي ستجري بعد يومين وان نسبة الاقبال ستكون متدنية قياسا بالدورات السابقة ، دون ان يستند الى ما قال لاستطلاع ما صادر عن مؤسسة ما.
الملفت ان تقريره الطويل والذي نقل عن اسماء لا ندري ان كانت حقيقية او وهمية لمواطنين ايرانيين قالوا جميعهم انهم لن يشاركوا في الانتخابات!!، دهقان بيشه هذا لم يجد بين 80 مليون ايراني من قال له انه سيشارك في الانتخابات!!، حتى انه لم يجد من بين هؤلاء الـ80 مليون ايراني من قال له “انه سيشارك مضطرا بالانتخابات” حتى!!، فالجميع لن يشارك!!.
بدورنا هنا ندعو القائمين على وكالة رويترز ان يقرأوا تقرير دهقان بيشه، ليقفوا بانفسهم على “عبقرية” مراسلهم، وهل سيوافقوا على ما جاء فيه؟، تُرى اين هو رئيس التحرير الذي سمح بنشر هذا التقرير الفضيحة؟ الم تخطر بباله ان يدس اسم مواطن ايراني واحد على الاقل قال انه سيشارك في الانتخابات ، ليس حفاظا على موضوعية التقرير، بل حفاظا على سمعة رويترز التي اصبحت في الحضيض لدى الايرانيين بسبب امثال دهقان ، وبریسا حافظي ويكانه تربتي، اصحاب روايات الغرف المحصنة والاجتماعات تحت الارض وتشكيل حكومات عربية باتصال هاتفي من طهران وباقي الروايات السخيفة والمضحكة والتي جعلت ليس المخاطب الايراني بل حتى المخاطب العربي والمسلم يصاب بخيبة أمل تدفعه الى تجاهل رويترز بالكامل.
اخيرا، ومن اجل الا نظلم امثال دهقان بيشه وحافظي وتربتي، ولا كذلك رويترز، ولكن كل الذي نريد ان نقوله للمسؤولين على رويترز والحريصين على سمعة وكالتهم، ان ينتظروا اليوم التالي للانتخابات البرلمانية، ونعني به يوم السبت المقبل، وعندها نترك الحكم لهم، حول الصورة التي يرسمها لهم ولمخاطبي رويترز عن ايران، امثال دهقان بيشه.
سعيد محمد
المصدر : قناة العالم .