الأخبار العربية

منعطف فلسطيني خطير.. ما أبعاد لقاء عباس بوزير حرب الاحتلال؟

تحول خطير لدى السلطة الفلسطينية في مسار القضية الفلسطينية يكشف خيوطه اللقاء السري الذي جمع رئيس السلطة محمود عباس بوزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس، يتلخص بقبولها التعامل مع القضية الفلسطينية على انها مجرد قضية انسانية وليست قضية سياسية.

العالم – يقال أن

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، ان غانتس ابلغ عباس خلال اجتماعهما ان تل ابيب مستعدة لسلسلة من الاجراءات التي من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة الفلسطينية، موضحة ان الرجلين ناقشا تشكيل الواقع الامني والاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة كما انهما إتفقا على ان يبقيا على اتصال بشأن مختلف القضايا المطروحة بحسب الصحيفة العبرية.

غانتس بدوره قال في تغريدة على تويتر، نشرت مساء الأحد: “التقيت هذا المساء برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لمناقشة القضايا السياسية والمدنية والاقتصادية”، مضيفا، “لقد أبلغت الرئيس عباس أن إسرائيل تسعى لاتخاذ إجراءات من شأنها تعزيز اقتصاد السلطة الفلسطينية”، دون مزيد من التفاصيل.

لكن تفاصيل الاجتماع، الذي جمع بين عباس وغانتس في رام الله، بالضفة الغربية نشرتها هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن شخصية وصفتها بالمُقرّبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، لم تُسمّها: انه “تمت موافقة رئيس الوزراء مسبقا على الاجتماع، وقد تناول القضايا الراهنة لجهاز الدفاع مع السلطة الفلسطينية” على حد قولها، مضيفا انه ، “لا توجد عملية سياسية مع الفلسطينيين، ولن تكون”.

ورأى خبراء في الشأن الفلسطيني أن هذا الاجتماع جاء لانقاذ السلطة الفلسطينية من الانكار الشعبي لوجودها وشرعيتها وتحسينا لاداءها وصورتها امام الشارع الفلسطيني، وكذلك هي محاولة لانقاذ السلطة من الحال التي وصلت اليه من ، الفشل على المستوى السياسي والفشل على مستوى الاداء والخدمات المقدمة للمواطنين بالاضافة الى الفساد المستشري في السلطة.

كما رأوا ان الهدف الاساس من اللقاء هو سحب البساط من تحت اقدام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتحديدا حركة حماس ونوع من اضفاء الشرعية على السلطة وتحسين وضعها الاقتصادي والمالي لكي تقوم بمهامها بشكل سلس اكثر تجاه المواطنين ليشكل غطاءا لاي قرارات تتخذها يصف في خانة المخططات الصهيوأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

ان اللقاء الذي جمع غانتس وعباس وما افرزه يشكل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، لان السلطة قبلت على ما يبدو بان تتحول القضية الفلسطينية من قضية سياسية الى مجرد قضية انسانية، وهذا ما اكده اليوم كلام غانتس وبشكل واضح بانه لم يطرح اي مسائل سياسية ولن يعود للمفاوضات مرة اخرى مع السلطة الفلسطينية وان كل ما تم تداوله هو تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي والمالي للسلطة الفلسطينية وغير ذلك لم يطرح على الاطلاق.

وهذا معناه ان السلطة قبلت بالتعامل مع القضية الفلسطينية على انها مجرد قضية انسانية وليست قضية سياسية وهذا بحد ذاته تحول خطير جدا لدى السلطة الفلسطينية وعليها ان تدرك ابعاد مثل هذا التحول لانه سيعود بالويلات على الشعب الفلسطيني وعلى اداء السلطة خلال المرحلة القادمة.

واضح تماما ان السلطة متجهة الى حلول اقتصادية فقط والامر اصبح مقبولا لدى السلطة الفلسطينية ويبدو ان هذه توصيات من الرئيس الامريكي جو بايدن في لقائه الاخير مع نفتالي بينت واتفقوا على تقديم مساعدات مالية للسلطة لكي تبدو صورتها افضل بين الناس، في تحول لدور السلطة يقتصر على تقديم المساعدات للمواطنين وتحسين اوضاعها المعيشية، على حساب القضايا السياسية وحتى تلك القضايا التي تتحدث عن حقوق الشعب الفلسطيني وفق قرارات الشرعية الدولية.

فصائل الفلسطينية على الفور ادانت اللقاء بين عباس وكانتس، حركة الجهاد الاسلامي قالت ان اللقاء يشكل طعنة للشعب الفلسطيني، مضيفة ان اللقاء عقد على وقع جرائم الاحتلال وحصاره بينما دماء الاطفال الذين استشهدوا على أيدي قوات الاحتلال مازالت على الارض.

وأشارت الى ان السلطة ورئيسها يديرون ظهورهم الى التوافق الوطني ويضعون شروطا تخدم الاحتلال من اجل استئناف الاحتلال الوطني ويتسابقون من جهة اخرى الى عقد اللقاءات مع قادة العدو ويصافحون الايادي الملطخة بالدماء البريئة وهم بذلك يعززون ارتباطهم امنيا وسياسيا مع عدو الشعب الفلسطيني.

بدورها أكد حركة حماس أن لقاء رئيس السلطة محمود عباس بوزير الحرب الإسرائيلي المجرم غانتس هو طعنة في ظهر شعبنا وتضحياته وخيانة لدماء الشهداء، مضيفة أن عباس يواصل مسلسل السقوط والتخلي عن القيم الوطنية ويعمل على تجميل وجه الاحتلال.

ودعت الحركة كل مكونات شعبنا وقواه الحية لتشكيل جبهة رفض لهذا السلوك المشين والذي لا يمثل شعبنا إنما يمثل عباس نفسه، مؤكدة انه تعميق للانقسام وتشجيع للاطراف المتهجة نحو التطبيع مع الاحتلال.

ووصفت حركة الاحرار اللقاء بانه استمرار للتعاون الامني بين السلطة والاحتلال واستقواء به وارتهان لارادته كما يعتبر استخفافا بالمجموع الوطني الفلسطيني، من جهته اعتبر حزب الشعب اللقاء انزلاقا نحو الحل الاقتصادي على حساب الحل السياسي لافتا الى ان اللقاء ساهم في خفض سقف الموقف الفلسطيني في الامم المتحدة.

وعلى المقلب الاخر وعشية اللقاء بين غانتس وعباس،اعلنت وحدات الارباك الليلي عن عودة فعالياتها عند السياج الفاصل شرق القطاع رفضا لسياسات الاحتلال واصرارا منها على كسر الحصار المستمر، مؤكدة أن فعاليات الشباب الثائر ستستمر وتتصاعد بكل قوة حتى رفع الحصار عن غزة.

من جانبها اكدت لجان المقاومة الفلسطينية أن الشباب سيبتكر أدوات جديدة لإجار الاحتلال على الرضوخ لمطالب المقاومة، مشددة أن قصف مواقع المقاومة لن يثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة مقاومته لانتزاع حقه في الحياة الكريمة.

فتية أبطال أخذوا على عاتقهم ارباك كل الحسابات، بعدما طال الامد وماطل الاحتلال فقرروا انهاء الهدوء واعلان ان العدو لن ينعم باية تهدئة قبل رفع الحصار واعادة الاعمار معلنين ان فترة التهدئة التي عاشها العدو قد انقضت وعليه ان يستعد على طول السياج الشرقي لقطاع غزة.

وفيما يبدو كعلاقة غير رسمية بين وحدات الارباك الليلي وفصائل المقاومة قال متحدث باسم هذه الوحدات قبيل بدء الفعاليات انهم اعطوا الفصائل والوسطاء الوقت الكافي لبذل الجهود والعمل على رفع هذا الحصار الظالم قبل اتخاذ قرار انهاء الهدوء.

اشعلت الاطارات المطاطية واطلقت الابواق بعهد حلول الظلام ايذانا ببدء الفعاليات بشكل رسمي مع اعلانهم قرب توسعها لتطال كافة الحدود مع الاراضي المحتلة حتى انهاء الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ اكثر من خمسة عشر عاما.

ولان الجلاد لايطيق سماع صوت الضحايا اخرج الاحتلال ما في جعبته فواجهت قواته هؤلاء الشبان بوابل من الطلقات النارية وقنابل الغاز فاصاب عددمنهم بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع ليصبح المشهد قاب قوسين او ادنى من تدحرج التصعيد.

قرار استئناف عمل وحدتي الكوتشوك والبالونات الحارقة جاء بعد مماطلة الاحتلال المستمرة وانتهاء اكثر من مهلة منحتها الفصائل للوسطاء كي يعيدوا الامور لنصابها وينهي الاحتلال حصاره المشدد على القطاع بدلا من مواصلة المماطلة والتسويف وتسويق التسهيلات الشكلية على انها شيئ كبير.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock