الأخبار العالمية

المرشح زاکاني: موقفنا یتمثّل في تغییر السیاسة الخارجیة من السلبیة إلی الدبلوماسیة النشطة الذکیّة

اعلن المرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية علي رضا زاکاني ان موقفنا یتمثّل في تغییر وجهة السیاسة الخارجیة من السلبیة إلی الدبلوماسیة النشطة الذکیّة معتبرا سلبیة ساستنا التحدّي الأکبر الذي یواجهنا اليوم علی الصعید العالمي .

العالم- خاص بالعالم

المرشح زاکاني ومن خلال مشاركته في برنامج قناة العالم المخصص للانتخابات الايرانية والذي يعرض تحت عنوان “اختيار ايراني” يرد على سؤلات فيما يخص السياسة الخارجية.

السؤال الأوّل: یتعلّق بالمفاوضات الجاریة في فینّا. بدأت الجمهوریة الإسلامیة في ایران بمفاوضات مع 4+1 في فینّا. تهدف هذه المفاوضات إلی إلغاء أنواع الحظر الإقتصادي وإعادة الروح إلی إتّفاقیة خطّة العمل المشترك من جدید. حتّی اللحظة التي نجلس فیها أنا وأنتم هنا ونتحاور لم تصل المفاوضات الآنفة الذکر إلی أيّ نتیجة. في حال نجاحکم بالفوز في إنتخابات رئاسة الجمهوریة ما هو برنامجکم لهذه المفاوضات؟ وفي الجانب الآخر، إذا ما امتنعت الولایات المتّحدة الأمریکیة من إلغاء أنواع الحظر الإقتصادي، ما هو برنامجکم في هذه الحالة؟

– بسم الله الرحمن الرحیم. إتّفاقیة خطّة العمل المشترك موجودة ونحن بدورنا نفّذنا تعهّداتنا في الإتّفاقیة المذکورة، والآن نحن نسعی لمعرفة سبب عدم تنفیذ أوروبا لتعهّداتها. لهذا، فأنّ المفاوضات تُجری لمثل هذه المغامرات، بالطبع هؤلاء یتعرّضون لضغوط، سواء أوروبا أم أمریکا، والسبب هو أنّ مجلس الشوری أقرّ مشروعاً في الثاني من کانون الأوّل/ دیسمبر سنة 2020 قمنا بموجبه بتحدید القیود التي قبلنا بها في المفاوضات السابقة بالنظر إلی أنّ أمریکا إنسحبت من الإتّفاقیة النوویة ونحن صبرنا لمدّة سنة ولاحقاً لم تقم أوروبا بتنفیذ تعهّداتها وفقاً للإتّفاقیة، هذا ماحصل في حقیقة الأمر. لهذا فنحن سنستمر في مفاوضاتنا ومن موقع الطلب سوف نستمر أیضاً وهذه أوروبا التي یجب علیها القیام بما یتطلّب منها. فیما یخصّ أمریکا فأنّها تحمل نسخة أخری، في الواقع أنّ موضوع أمریکا یتمثّل في أيّ شرط ستعود إلی الإتّفاقیة النوویة؟ لأنّ حالیاً أمریکا غیر موجودة ضمن أعضاء الإتّفاقیة النوویة فهي خارج الإتّفاقیة، شرط عودة أمریکا هو إلغاء جمیع أنواع الحظر الإقتصادي مع إعطاء ضمانات والتحقّق من الإلغاء، لو حدث هذا بإمکان أمریکا العودة إلی الإتّفاقیة ومتابعة وظائفها وأعمالها. إضافة إلی ماسبق قوله، هذه المفاوضات تتعلق بالبرنامج النووي وإتّفاقیة خطّة العمل المشترك فقط، لن یکون هناك أيّ حدیث عن مجال الدفاع أو عن المنطقة وغیرهما من القضایا. إذاً وضع أوروبا واضح کما أنّ وضع أمریکا واضح ووضعنا نحن واضح أیضاً، لیس لدینا أيّ غموض.

السؤال الثاني : السیّد زاکاني، رجاء ما هي أهمّ التحدّیات والفرص للجمهوریة الإسلامیة في ایران علی الصعید العالمي في وقتنا الراهن؟

-التحدّي الأکبر الذي یواجهنا یتمثّل في السلبیة، سلبیة ساستنا بحیث أنّ قلّة الثقة بالنفس تلازمنا علی الصعید العالمي بدلاً من الثقة بالنفس، هذا أکبر تحد یواجهنا. أمّا أکبر فرصنا فهي العمق الإستراتیجي الذي نتمیّز به، إضافة إلی المواطنین الایرانیین المتواجدین في العالم، بالنسبة لنا هؤلاء یمثّلون عمقنا الإستراتیجي.

والسؤال الثالث: هل سیکون لکم برنامج لحلّ هذا التحدّي؟

-موقفنا یتمثّل في تغییر وجهة السیاسة الخارجیة من الحالة السلبیة إلی حالة من الدبلوماسیة الفعّالة والنشطة والذکیّة، وفي هذا التغییر الخاصّ بالتوجّه وضعنا الأساس وفقاً للدول الخمس عشرة المجاورة لنا تحت أولویة جدّیة، ومن ثمّ لدینا تأکید خاصّ علی محور المقاومة والدول الإسلامیة. وإلی جانب ماسبق قوله، التدقیق في القدرات والطاقات المتوفّرة لدی القوی الشرقیة کروسیا الإتّحادیة والصین، وایجاد مواثیق تخوّلنا إقامة إتّصالات منطقیة طویلة الأمد، أمّا النقطة التالیة فهي التعامل مع الغرب بطریقة صحیحة ، لایزال بعض ساستنا ینظرون إلی علاقتنا مع الغرب بأنّنا تلامیذ وهم المعلّمون، شخصیاً أعتقد أنّ هذه المرحلة قد ولّت وهي خاصّة بالقرنین الثامن عشر والتاسع عشر، نحن الآن في مرحلة القرن الحادي والعشرین، والیوم أوجدت الثورة الإسلامیة ظروفاً تفرض علی الجمیع القیام بالتعامل وفقاً لمصالح الطرفین وبإحترام کل طرف للآخر. هدف وغایة أمریکا واضحین أیضاً، طالما أنّ هدفها وغایتها إجتثاث جذور الشعب الایراني والثورة الإسلامیة بالتأکید سوف تفشل فشلاً ذریعاً في مسعاها، ولا معنی للتعامل معها کما هو التعامل مع أيّ دولة أوروبیة أو الدول الأخری.

السؤال الرابع: الدول الأعضاء في مجلس التعاون للدول العربیة في الخلیج الفارسي هي ستّ دول تقع علی الشاطئ الجنوبي للخلیج الفارسي، علی أیّة حال هذه الدول الآنفة الذکر تتّبع سیاسات متنوّعة وتوجّهات مختلفة تّجاه الجمهوریة الإسلامیة في ایران. ما هو برنامجکم للعلاقات مع هذه الدول؟

– أساس برنامجنا یستند علی مواجهة فعّالة ودقیقة مع هذه الدول ، کي نستطیع من تخفیض التوتّر وفي نفس الوقت یمکننا من تهیئة الأرضیة المناسبة للتعاون المشترك بهدف الحفاظ علی مصالح الطرفین وأمن المنطقة الذي نریده راسخاً. بعض هذه الدول تتّبع سیاسات خاطئة جدّاً وحرکات غیر سویّة کالسعودیة والأعمال التي تقوم بها في الیمن. ما هي النصیحة التي نوجّهها للسعودیة؟ أن تقبل بهذا الخطأ الذي إرتکبته، وأن تمتنع عن إلحاق الأذی بالشعب الیمني وتوقف الجرائم التي ترتکبها في هذا البلد. هذه النظرة التي نولیها للمنطقة هي نظرة منطقیة، ونحن نسعی إلی أن تصل علاقاتنا مع الدول العربیة في منطقة الخلیج الفارسي إلی مستوی عال.

السؤال الخامس: ما هي أولویاتکم في السیاسة الخارجیة؟ بمعنی أنّ أوّل عمل ستقومون به بعد نجاحکم في الإنتخابات الرئاسیة فیما یخصّ السیاسة الخارجیة ماهو علی وجه التحدید؟

-أوّل عمل سأقوم به هو متابعة وزارة الخارجیة کي تقوم بتصحیح نفسها، وأن نستطیع في نفس الوقت في المواجهات التي تحصل في المعاملات أن نضع الأسس للعلاقات الإقتصادیة والثقافیة الدقیقة. حالیاً، لدینا ملحقین إقتصادیین في وزارة الخارجیة، أحدهما في العراق والآخر في أفغانستان، ومؤخّراً تمّ إتّخاذ قرار لتفعیل ملحقیة إقتصادیة ثالثة. ولکن علی سبیل المثال، لدی ترکیا اثنین وعشرین ملحقاً إقتصادیاً في العراق ، لهذا فأنّ أوّل عمل سأقوم به وأکثر جدّیة، هو تنظیم علاقاتنا مع دول الجوار الخمس عشرة ومحور المقاومة بطریقة تمنحنا سهماً أساسیاً من الخدمات المتبادلة وفقاً لمصالحنا الوطنیة. ستکون هذه أوّل سیاسة جدّیة لي، وسوف أصحّح عمل وزارة الخارجیة بطریقة تمکّنه من خلال القدرات التي تکتسبها أن تصبح ناقلة لرسائل الشعب الایراني من جهة، ومن جهة أخری تهیئة الأرضیة تمکّن الشعب الایراني من الإستفادة في جمیع أنحاء العالم. إذن نحن الیوم نعاني من سیاسة خارجیة سلبیة کما نعاني من جهاز دبلوماسي ناقص ومختل، لذا یجب علی هذا الجهاز أن یرمّم نفسه ویخلق القدرة في ذاته، وأیضاً من خلال الثقة بالنفس ومواجهة ایجابیة أن یحصل علی القدرات والطاقات الخارجیة والإقلیمیة بهدف نقلها إلی داخل البلاد من أجل مصالحنا الوطنیة.

السؤال السادس: کیف سیکون موقع محور المقاومة في السیاسة الخارجیة لحکومتکم؟ أو من الأفضل أن أقول ماهي التغیّرات التي سنشهدها في العلاقة بین ایران ومحور المقاومة في حکومتکم؟

-یُعتبر محور المقاومة محوراً أساسیاً ، بمعنی أنّ العمود الفقري لتفاعلاتنا سیکون أغلبها منصبّاً علی محور المقاومة، وإضافة إلی تطویر الأمن وتثبیته یجب أن یساعد هذا الأمر في عملیة تطویر الإقتصاد والثقافة وتلاحم بین الأمم والشعوب ودفع الظروف إلی جهة تخلق لنا قوّة لا مثیل لها بحیث یکون أحد رأسیها في منطقة الخلیج الفارسي بینما الرأس الآخر یکون في البحر الأبیض المتوسّط. للأسف کان نوع المواجهة مع هذه الدول دائماً من باب عدم الإهتمام ولم یکن لها أيّ موقع في سیاساتنا الخارجیة، شخصیاً أعتقد أنّ الفرصة المتوفّرة لنا الآن جدّیة وإستثنائیة کي نقوّي هذا المحور ونقدّم إمکانیة الإستفادة منه هدیّة لجمیع شعوب هذه الدول.

السؤال السابع: السیّد الدکتور، من وجهة نظرکم الشخصیة ما هي التحدّیات الرئیسة لتطویر وتوسعة علاقات ایران مع الشرق؟ وماهو برنامجکم المحدّد لتوسیع هذه العلاقات؟

-أکبر تحد یواجه توسعة العلاقات مع الغرب یتمثّل في الثقافة الخاطئة في الإنبهار بالغرب! بمعنی أنّکم تواجهون سلسلة من العناصر والهیاکل والظروف التي توجّه عقرب البوصلة بإتّجاه ماذا؟ بإتّجاه أوروبا وأمریکا. نحن لا ننگر أوروبا ، ماهو سبب معارضتنا لأمریکا؟ بسبب السلوك السیّئ لأمریکا. بالنسبة لأوروبا نحن نسعی لایجاد تفاعل ثنائي وبإحترام وأن یکون شفافاً ومحدّداً، نحن لن نتنازل عن مصالحنا بأيّ شکل من الأشکال، کما أنّنا لا نبحث عن الهیمنة ولن نقبل بأن یهیمن علینا أحد، أي أنّنا لا نقبل أيّ شکل من هذه الأشکال، لکن بالنظر إلی الشرق یجب إزالة الترسّبات الذهنیة والصدأ الذي یلصقنا بالغرب بصورة متطرّفة، وایجاد منطق صحیح للمواجهة الفعّالة مع الغرب من جهة، ومن جهة أخری ایجاد تفاعل بنّاء مع الشرق.

السؤال الثامن: کیف ستنظرون في حکومتکم إلی مناطق القوّة للجمهوریة الإسلامیة في ایران ، أقصد القدرة الصاروخیة وتواجد ایران في بعض الدول الإقلیمیة إلی جانب محور المقاومة، کیف یُنظر إلی هذه الطاقات والقدرات وکیف سیتمّ الإستفادة منها؟

– نوع مواجهتنا یکون منطقيا، وفي هذه المواجهة المنطقیة تجتمع القوّة الناعمة وشبه الصلبة والصلبة معاً بحیث تنتج قوّة مشترکة بمستوی عال من التآزر، بمعنی لیس کما ورد في حدیث وزیرالخارجیة المحترم من أنّه ما کان یوجد في المیدان کان یضعه في مواجهة الدبلوماسیة ، هذه الأمور مرتبطة ببعضها البعض إرتباطاً عمیقاً، لو إفترضنا أنّ المیدان لم یکن موجوداً فأنّ الدبلوماسیة ستکون مجرد شعار ورسالة جوفاء لا طائل منها، ولو لم تکن الدبلوماسیة موجودة وفعّالة فأنّ المیدان سیحصل علی إنجازات بصورة مؤقّتة ولن تستمر هذه الحالة. ولو لم یهیّأ الاثنان أرضیة لإنتقال ثقافي وإقتصادي وإجتماعي مع الإستمراریة في هذه العملیة، من الناحیة العملیة بعد مرور عدّة أیّام وتضییع بعض الأوقات سوف ینهار أساس العمل. لهذا، فأنّ هذه العناصر متشابکة یجب النظر إلیها مجتمعة، أحد هذه العناصر علی سبیل المثال، إذا لم تکن لدینا القدرة علی الدفاع عن أنفسنا فهل تتاح لنا الفرصة للمساومة علی الصعید العالمي؟ کلا، والسبب أنّ أداة التهدید ستکون مسلّطة علی رؤوسنا دائماً ولا یمکننا الردّ علی التهدیدات بطریقة حاسمة. ولکن علی سبیل المثال، حینما حصلت تلك الجریمة النکراء في قضیّة الحاج قاسم سلیماني قامت ایران بتوجیه لکمة إلی فم العدو من خلال الهجوم علی قاعدة عین الأسد، وردّت علی تهدیدات أمریکا الجدّیة بطریقة لم تجرؤ أيّ دولة علی القیام بهذا العمل منذ نهایة الحرب العالمیة الثانیة. عملیاً إنهزمت وانکسرت هذه الهیمنة. حسناً، هذا العمل یؤدّي إلی ایجاد قدرات وطاقات لجهازنا الدبلوماسي حینما ینزل المیدان والسبب أنّ تلك الضربة کانت تتضمّن منطقها الخاصّ بها، وقد کان هذا الإجراء حقاً طبیعیاً لایران، للعلم أنّ هذه الخطوة کانت البدایة فقط، ما الذي یمکن أن تقوم به الدبلوماسیة؟ بإمکان الدبلوماسیة أن تذهب وتقطف ثمار الوضع المستجد وتدفع بحجج البلاد إلی الأمام وتؤمّن مصالح البلاد الوطنیة بشکل أکبر. لهذا، من هذه الناحیة جمیع العناصر متشابکة ولا یمکن فصلها عن بعضها البعض، وکلّ عنصر له مقوّماته الخاصّة به یجب التطرّق إلیها.

السؤال التاسع: کلّ إدارة في أمریکا وصلت إلی السلطة بعد إنتصار الثورة الإسلامیة کان لها اسلوبها الخاصّ في زیادة الضغط علی نظام الجمهوریة الإسلامیة في ایران وعلی الشعب الایراني. هل لدیکم برنامج خاصّ لمواجهة هذه الضغوط؟

-الطریقة هي انتخاب طریق القوّة. إذا ما أصبحنا أقویاء داخل البلاد فأنّ هذه الضغوط مآلها الفشل وعدم التأثیر علینا. إضافة إلی ایجاد القوّة في الداخل یجب أن تکون لدینا دبلوماسیة فعّالة ونشطة خارج البلاد، وفیما یخصّ أفکار الرأي العام في العالم ومواجهتها علینا ایجاد خلفیة من الوعي للدفاع عن أنفسنا أمام الحکومات وأیضاً یجب علینا متابعة الأمور کلاعب الشطرنج الماهر الذي یؤدّي حرکته باتّقان ویربك منافسه، وهنا أیضاً نفس الموضوع، الحقد والعداوة الأمریکیة معروفان لدینا، لاینبغي أن ینطلي علینا خداعها، علینا المضي في طریق نجعل هذا الحقد والعداوة، إن وُجدا، بدون أدنی تأثیر علینا، وفي نهایة المطاف علی أمریکا أن تصل إلی مرحلة تعلم من خلالها أنّ عملها بدون أيّ تأثیر، لذا یصیبها الیأس وتترك مثل هذه الأعمال.أساس الأمر هو تقویة أنفسنا.

السؤال العاشر: مؤخّراً مضت بعض الدول العربیة في عملیة التطبیع مع الکیان الصهیوني، ماهي نظرتکم إلی هذه العملیة في الأساس؟ وما هي برامجکم لمواجهة توجّهات الکیان الصهیوني المضادة لایران؟

-أکبر ردّ صحیح علی هذه الحرکة غیر اللائقة ما حدث في قطاع غزة والضفّة الغربیة وأراضي 1948، من وجهة نظري الشخصیة أعتقد أنّ ملف هذا الموضوع قد أُغلق، وأنّ الأمر یشبه ظروفاً لم تکن قد شهدتها المنطقة حتّی الآن، لقد إنتهی الأمر. علی هذا الأساس، فأنّ هذه الدول لابدّ أنّها وصلت، أو سوف تصل، إلی هذه النقطة التي مفادها من أنّها ارتکبت خطأ جسیماً، وأنّ اسرائیل في طریقها إلی الزوال، وسوف تضمحل من الداخل بعد فترة زمنیة. لهذا، فأنّ التطبیع أمر مرفوض، اسمحوا لي أن أعلنها بصراحة أنّ منطق ایران لمواجهة الکیان الصهیوني یتمثّل في أن یقوم الشعب الفلسطیني بإجراء الإنتخابات بحیث یجتمع الیهود والمسیحیون والمسلمون وینتخبوا من یریدون وسیحظی هذا الأمر بالإحترام من الجمیع، أمّا أن یأتي عدد من الأفراد ویختارون مکاناً لهم ومن ثمّ یرتکبون الجرائم ویحاولون إخراج صاحب المنزل من مکانه ولاحقاً یهینون المسجد الأقصی القبلة الأولی للمسلمین فهذا في حدّ ذاته جریمة لاتُغتفر.

السؤال الحادي عشر: السیّد الدکتور، دعنا نبتعد عن منطقة الشرق الأوسط ونتّجه صوب أمریکا اللاتینیة. برأیکم ماهي الموانع في مسار توسعة العلاقات بین ایران ودول أمریکا اللاتینیة؟ ویاتری هل لدیکم برنامجاً محدّداً لتطویر العلاقات مع هذه الدول؟

-قسم منه یعود إلی الفرص الإستثنائیة التي لا مثیل لها في قارّتي أفریقیا وأمریکا اللاتینیة. یجب علینا النظر والتدقیق في المیزات الخاصّة لکلّ منطقة ووضعها في الإعتبار، وتصنیف الأهمّ ثمّ المهمّ من القدرات والطاقات ومن ثمّ الوصول إلی نتائج محدّدة. نعم أمریکا اللاتینیة منطقة متنوّعة إستثنائیة تملك إمکانیات وطاقات وهذا الأمر ینطبق علی قارّة أفریقیا أیضاً. الجمیع في حالة حرکة من أجل الإستثمار في هذه الأماکن لذا فهم یقیمون العلاقات والإتّصالات. للأسف دبلوماسیتنا نائمة وفاقدة للوعي وتاني من حالة سلبیة، جهازنا السیاسي یرکّز علی الإتّفاقیة النوویة. نحن بدورنا سوف نتابع هذا الموضوع بصورة جدّیة إلی جانب مواضیع أخری سنضعها علی الطاولة، کي نتمکّن من الإستفادة من جمیع القدرات والطاقات لصالح مصالحنا الوطنیة ، وفي هذا الصدد، فأنّ أمریکا اللاتینیة وقارّة أفریقیا وجنوب شرق آسیا وأوراسیا إلی جانب الدول الجارّة لنا مناطق سوف نستثمر فیها بطریقة خاصّة.

السؤال الثاني عشر: تتمتّع ایران بحدود برّیة وبحریة مع خمس عشرة دولة، علی أیّة حال فأنّ العلاقات مع هذه الدول بحاجة إلی تطویر. ماهي برامجکم لتطویر العلاقات مع هذه الدول، وهل هناك رقم محدّد للتبادلات التجاریة مع هذه الدول في السنوات الأربع الأولی؟

-خلال سنة 2019 کانت عملیات الإستیراد لهذه الدول الخمس عشرة قد بلغت 1343 دولار، أو علی سبیل المثال في قطاع البتروکیماویات العام المنصرم بلغت عملیات الإستیراد لهذه الدول الخمس عشرة 134 ملیار دولار، بلغ سهم ایرن من 1343 ملیار دولار 23 ملیار دولار فقط، أي حوالي نسبة 2% ، وسهم ایران أیضاً في مبلغ 134 ملیار دولار لم یتجاوز 3.9 ملیار دولار، هذه الأرقام تعني أنّه لم نحصل علی الرقم المطلوب والجدّي في منطقتنا. أوجد لنا هذا الأمر فرصة جدّیة کي نستفید منها لو دقّقنا أکثر في هذه المواضیع، إلی جانب تفعیل القدرات غیر الفعّالة داخل البلاد کي یُصدّر النتاج لمصلحة شعوب المنطقة مع قیمة مضافة داخل البلاد وأسعار مناسبة للبضائع لعرضها خارج البلاد. علی هذا اۀأساس، فأنّ هدفنا الرئیس ینصبّ علی هذه الدول الخمس عشرة في مجال التصدیر کي نقوم بعمل جدّي ، ولاحقاً من خلال التبادلات الإقتصادیة الثنائیة کي نحبط أنواع الحظر الإقتصادي ، لا حاجة للقول من أنّ إلغاء تأثیر الحظر الإقتصادي ممکن من خلال العلاقات الثنائیة.

السؤال الثالث عشر: السیّد الدکتور زاکاني، أشرتم في إجابتکم علی السؤال السابق إلی قارّة أفریقیا علی أنّها مشهورة بأرض الفرص، بینما لا تمتلك ایران سهماً کبیراً في التجارة مع الدول الأفریقیة مقارنة بالمنافسین الإقلیمیین والدولیین. تُری هل سیکون لدیکم برنامج قابل للقیاس مدوّن ومنظّم لتطویر العلاقات مع أفریقیا؟

-لقد أسلفتُ لکم، نحن نرکّز وجهتنا علی المناطق المؤثّرة في العالم، وهي کالآتي، علی سبیل المثال، إذا کان الناتج المحلي الإجمالي في أوراسیا یبلغ 1900 ملیار دولار، و 850 ملیار دولار علاقات مالیة وإقتصادیة، مبلغ 350 ملیار من المبلغ السابق یختصّ بعملیات الإستیراد لخمس دول في أوراسیا، نجد أنّ سهم ایران یبلغ 2.5 ملیون دولار فقط، من هذا المبلغ القلیل 600 ألف دولار قیمة ما صدّرناه بینما بقیة المبلغ تختصّ بالإستیراد، بکلمات أخری لاشئ بحدود الصفر. والآن انقلوا هذا إلی قارّة أفریقیا، للعلم نحن لیس لدینا سفارات في العدید من الدول الأفریقیة، وقد أهملناها، ما سنقوم به في موضوعنا الخارجي هو الإستفادة القصوی من القدرات التي نوجدها بأنفسنا لوزارة الخارجیة في الدول التي لاتوجد فیها سفارات لنا، أي من المواطنین الایرانیین خارج البلاد الذین ینتابهم هاجس العمل والمجهود، بالإمکان الإستفادة من هؤلاء الایرانیین الأعزّاء، بحیث یمکننا من إقامة جسر یعمل بمثابة طریق مختصر لهذه القدرات والطاقات، وهذا الأمر متاح. آمل ان شاء الله أن تکون سیاستنا الخارجیة سیاسة تستطیع الإستفادة من القدرات والطاقات الحکومیة والشعبیة علی أحسن وجه ممکن.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock