الأخبار العالمية

الحظر ضد ايران بين جريمة اميركا وحسابات ترامب الداخلية

بين جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني والرد الايراني الاولي بقصف قاعدة عين الاسد حسابات واجراءات حظر وخلفيات لاسيما بالنسبة للولايات المتحدة وادارة دونالد ترامب.

يتفق الجميع على ان القصف الايراني للقاعدة الاميركية كان استراتيجيا لاسيما بالنسبة للاهداف المحددة. وبالتالي فان الخطاب المشبوه لترامب والحالة الذهنية التي ظهر فيها الرئيس الاميركي والحديث في الشارع الاميركي عن تعاطيه منشط الاديرال قبل القائه الخطاب (وهو منشط من عائلة المواد المخدرة التي تستخدم لتنشيط القدرة الذهنية)، كل ذلك يخفي امورا بدات تتكشف في الاوساط الاميركية.

ترامب بداية ذهب باتجاه خيار الحظر ضد ايران، مكررا انه الخيار الافضل بالنسبة لواشنطن في مواجهة ايران، وهو الذي هدد جهارة بانه سيرد بشكل غير متناسب على اي ضربة توجهها طهران لقواته (لكنه لم يفعل). لذلك فان الحظر ليس الا اعترافا بان الضربة الايرانية ادت وظيفتها واوصلت الرسالة للبيت الابيض ان التصعيد لن يكون في صالح الجميع وحكما الاميركيين.

اما الخلفيات الاخرى فتتعلق باسباب ودوافع اعطاء ترامب الامر باغتيال الفريق سليماني والقائد ابو مهدي المهندس ورفاقهما.

تقارير اميركية نقلت عن ترامب قوله انه امر بتنفيذ الجريمة بضغط من بعض اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين. وهنا يبرز اسم السيناتور ليندسي غراهام.

غراهام كان الوحيد الذي اُبْلِغَ بان ترامب امر بتنفيذ الجريمة قبل حصولها. وغراهام كان الوحيد الذي مدح خطاب ترامب او خطاب الاديرال. ولا ضرورة للتعمق كثيرا لمعرفة ان غراهام من صقور الجمهوريين المتشددين في عدائهم لايران والمنظرين والداعمين لسياسة اسقاط الانظمة من ايران الى ليبيا وفزويلا وغيرها.

التقارير تشير الى ان غراهام واعضاء اخرون في مجلس الشيوخ لاسيما زعيم الجمهوريين في المجلس “ميتش ماكونيل” ضغطوا على ترامب لاغتيال سليماني، وتضيف ان ترامب لم يكن يمتلك الفكرة الوافية عن الفريق سليماني ودوره واهميته وحجمه لاسيما في مواجهة داعش والجماعات الارهابية.

وضغط غراهام وماكونيل واخرين على ترامب لاغتيال الفريق سليماني هو للفت النظر عن عملية المساءلة المتعلقة بعزل ترامب في الكونغرس والتي من المقرر ان تبدأ مرحلتها التالية داخل اروقة مجلس الشيوخ حيث الاغلبية الجمهورية. وبالتالي خدع هؤلاء ترامب بان الجريمة لتخفيف الضغط الذي تسببه حملة الديمقراطيين على البيت الابيض وستسهل وظيفة غراهام وماكونيل في الدفاع عن الرئيس الاميركي في مواجهة محاولات عزله.

لكن على ما يبدو فان الخطوة غير المحسوبة والمدفوعة بنوايا حقد وكراهية اكثر منها تخطيط ودراسة، بدات تعطي نتائج عكسية على البيت الابيض. لاسيما وان الدائرة الضيقة لترامب كذبت على الاميركيين والكونغرس حول دوافع الجريمة، حيث بررها وزير الخارجية مايك بومبيو بانها رد استباقي على خطر وشيك كان يشكله الفريق سليماني، دون ذكر طبيعة هذا الخطر ولا توقيته ولا حجمه (طبعا لانه لم يكن هناك اي خطر من قبل الفريق سليماني).

وعليه اثار كذب ادارة ترامب حول اسباب الجريمة غضبا في اوساط الجمهوريين مع اعتبار السيناتور “الجمهوري مايك لي” ان الايجاز الذي قدمه بومبيو باعضاء المجلس حول الجريمة اسوا ايجاز في اخر عشر سنوات. هذا الواقع قد تتزايد حدته وقد نرى اعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ ينضمون للديمقراطيين في حملتهم ضد ترامب. وبالتالي فان الحسابات التي بنى عليها الرئيس الاميركي لاغتيال الفريق سليماني تظهر ضعفه امام بعض الجمهوريين الذين يحلمون في عز النهار باسقاط النظام في ايران، او حتى شن حرب عليها حتى لو انتهت بصراع اقليمي وعالمي.

لكن ما حصل منذ الجمعة الثالث من يناير حتى اللحظة هو التالي:

ترامب يامر باغتيال الفريق قاسم سليماني ( بضغط وخدعة من الجمهوريين لحمايته من العزل)

ايران ترد في مشاهد التشييع اولا وفي قصف قاعدة عين الاسد ثانية وهو ما لم يرد كثيرون تصديقه

ترامب يخرج بعد تاجيل خطابه ليعلن فرض حظر جديد ضد ايران.

حماية الجمهوريين لترامب في مجلس الشيوخ بدات تهتز مع الغضب الكبير في اوساطهم من تعاطيه وكذبه حول اسباب جريمة الاغتيال ودوافعها

ترامب يمنح الديمقراطيين ورقة جديدة يضيفونها الى اوراقهم التي سيستخدمونها في لعبة العزل التي ستمتد حتى الانتخابات الرئاسية اخر العام.

وعليه وبعد ان زعم ترامب ان الولايات المتحدة اكثر امنا بعد اغتيال الفريق سليماني، يبدو انه بات الشخص الاكثر افتقادا للامن في الولايات المتحدة بعد جريمة اغتياله للفريق سليماني ورفاقه.

المصدر : حسين الموسوي – قناة العالم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock