الإعلام السعودي مشتت في قراءة الأحداث المتسارعة بعد الضربة الأمريكية متمنياً ابتعاد شبح الحرب
ما إن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية تبنيها للجريمة الإرهابية التي أودت بحياة الحاج قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس حتى غير الإعلام السعودي نبرة صوته العدائي تجاه الجمهورية الإسلامية في إيران مغيرا بذلك سياسة استمرت طويلا من التحريض والكراهية.
التغير المنعكس في الإعلام لم تخفه أبواب السياسة حيث سارعت دولة آل سعود لنفي علمها مسبقا بالضربة وتبرأت من أي مشاورة لها مع الولايات المتحدة في هذا الخصوص مرسلة رسائل سلام ودعوات لضبط النفس يحملها شقيق ولي العهد محمد بن سلمان لتخرج من الوحل الذي تمرغ أنفها وأنف سيادتها أمريكا فيه.
غسان شربل رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط السعودية الرسمية عبر بأن الشرق الأوسط يقف على فوهة بركان وأن ترامب قتل الخطوط الحمر باغتيال سليماني وأن إيران لا يمكنها التراجع منذرا بأقسى المواجهات مؤكدا أن النظام في إيران ليس باستطاعته عدم الرد. ويفسر هذا المقال توجسا وتخوفا سعوديا واضحا من مغبة هذه الحملة الإرهابية الترامبية ما تقوم به قناة العربية البوق الإعلامي الأشهر لنظام آل سعود من ترويج وتغطية لما تقوم به رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي ومجلسها للحد من تحركات ترامب عسكريا ضد إيران.
تغيير الحدية من قبل الإعلام السعودي بات واضحا من تغيير التسميات على القوة العسكرية الضاربة في إيران والعراق حيث استبدلت وسائل الإعلام لفظ قوة القدس بدلا من لفظ فيلق القدس واستعملت لفظ الحشد الشعبي العراقي بدلا من مليشيا الحشد ومن توقف واضح وجلي للذباب الإلكتروني حيث غاب عن حدث مهم كهذا ولم نره كالعادة في كل حدث من حشر أنف لهذا الذباب المزعج.
من يتابع طبيعة الإعلام السعودي الموجه يدرك تماما بأن هذه اللهجة في التعاطي مع هذه الأحداث وما كانت عليه أمس واليوم لا يفهم الا أنه نحو انتقاد مبطن وتبري واضح من جنون ترامب وهروب واستسلام ورفع للراية البيضاء وإقرار بالهزيمة من قبل نظام بني سعود. الرد الإيراني حسب المعطيات سيكون قويا ولن ينتهي إلا بخروج قوات الولايات المتحدة الأمريكية من كل المنطقة ما سيهدد عروش الأنظمة الفاسدة العميلة ومن هنا نفهم طبيعة خوف بن سلمان ونظامه الساقط.