تقارير خاصة

أهمية الأسرة ..!!

 

عرفت الأسرة بأنها مؤسسة او منظمة إجتماعية تنشأ عن رابطة زوجية بين المرأة والرجل، يعيش فيها أفراد الأسرة، وهم الزوجان والأبناء واحياناً الأجداد والاحفاد، في ظل تعايش سلمي ملؤه الصفاء، والود، والأنس، والتفاهم، والتكافل، والتعاون.

فلأفراد الأسرة وحدة في الهدف والأسلوب ومسير الحياة، وعادة ما تنظم سياستها العامة من قبل فرد نطلق عليه إسم رب الأسرة، او كبير الأسرة، او رئيسها. فنتاج الأسرة تنظيم حياة المرأة والرجل، والولادة، تربية الأبناء، وإحلال الهدوء والسكون، وهي عوامل أساسية لإعداد ودخول الجيل الجديد الى ميدان الحياة الاجتماعية.

أهمية هذه المؤسسة:
عادة ما تكون الأسرة خلية صغيرة، تتشكل على الأقل من شخصين أو ثلاثة، ولكنها تعتبر من حيث الأهمية أهم المؤسسات الإجتماعية وأول محطات بناء وإعداد وتربية النشء الجديد، وأرقى منابع السعادة، وأغنى مصادر العاطفة، والسكون والثبات الفردي والاجتماعي في الأسرة وكيانها، وكذلك فإن للمسير والسياسة المتبعة فيها دور مهم وأساسي في سعادة الناشئين فيها او شقائهم، وكذلك الأمر بالنسبة للمجتمع.

ولقد أشار علماء الإجتماع الى ان الأسرة قلعة محكمة وركن أصلي في المجتمع، لأنها المكان الذي توضع فيه اللبنة الأولى لبناء المجتمع ويُتحكم بالأحاسيس والعواطف من خلالها، فطفل اليوم الذي سيكون عضواً مؤثراً في مجتمع المستقبل يتلقى أول دروس الحياة الفردية والإجتماعية فيها.

يعتقد علماء النفس بأن ما يتعلمه الإنسان في الأسرة، وخصوصاً في فترة الطفولة، سيبقى معه دائماً وأبداً تقريباً، الى درجة ان بعضهم يعتقد بأن أكثر من 70% من الأسس الأخلاقية والسلوكية تتعلق بفترة الطفولة فيما قبل السادسة من العمر، وتوصل الباحثون المتخصصون في الجريمة من خلال عيّنة أجروا عليها تحقيقاً مفصلاً الى ان 92% من المجرمين هم أفراد قضوا فترة من طفولتهم في ظل أسرة مضطربة ومفككة.

تعاليم الأسرة:
إن ما يعمله الوالدان للأطفال وما يهيؤونه من ظروف وشروط لرشد وتربية الأطفال، يجعل الطفل يعيش في حالة تسليم تام وخضوع كامل في إجراء ذلك، والمحبة الخالصة والود والصفاء العائلي يوجه هذه المؤسسة نحو الهدوء والسكون والاستقرار والتربية والأخلاق وخضوع الطفل وتسليمه.

الأب يمثل مظهر العدل والانضباط ، والأم تمثل مظهر الحنان والعاطفة ، وهذان الاثنان يمكنهما غرس البناء الأخلاقي والتربوية في عمق الطفل من خلال وحدة المسيرة والتفاهم في إجراء الضوابط ، والتي من الصعوبة أن تزول أو تتلاشى أمام الأحداث العاصفة والبلايا والتأثيرات الإجتماعية المختلفة.

فالأساليب والعادات التي يتعلمها الطفل في الوسط العائلي وطريقة التعامل التي يتعلمها هناك ، وما يتكون لديه فيه من عواطف وأحاسيس ستنفذ في أعماقه بحيث تتطلب سنوات طويلة من العمل لإزالة ذلك.

♦️ولشدة أهمية الأسرة وتعاليمها الأساسية نرى أمير المؤمنين علي عليه السلام يخاطب مالك بن الأشتر قائلاً: (.. الصق بذوي المروءات والأحساب، وأهل البيوتات الصالحة والسوابق الحسنة..) (1) لأن الإمام عليه السلام يعرف جيداً بأن آثار التربية الأولية والأسرية لا تزول بسهولة وسرعة ، وما يتلقنه الفرد في أسرة صالحة سيحافظ عليه باستمرار ويستفيد منه في ميدان الحياة الإجتماعية.

المصدر : ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock