تقارير خاصة

أمريكا وتبادل الأدوار لتدمير الشرق الأوسط

 

إكرام المحاقري

انتهى عهد الرئيس الجمهوري «ترامب» ليبدأ عهد جديد للرئيس الديموقراطي «بايدن»، ورغم الصراع السياسي الأمريكي، إلا أن المعركة الصهيونية للسيطرة على الشرق الأوسط ما زالت قيد التفعيل، ولعل بايدن أشد خطراً من سابقه الذي لطالما تصرف بغباء فادح وبارد، وكأن الذي وجهه لذلك التصرف هو اللوبي الصهيوني من أجل إشغال الساحة العربية والعالمية بجديد «أمريكا»، حيث ولم يحدث صراع من قبل على السلطة الأمريكية وكان كل رئيس يسلم السلطة لخلفه بشكل سلمي، أو أن السياسة الأمريكية أرادت أن تعكس الواقع العربي بهذه الخطوة.

لم يمر يوم على استلام بادين للسلطة بشكل رسمي إلا وعاد مسلسل التفجيرات الإرهابية إلى الساحة العراقية، والتي يتواجد فيها الجنود الأمريكيون بشكل كبير ويملؤون فراغا إرهابيا في أرجاء البلاد، حيث وقد تبنت «أمريكا» العملية الإرهابية التي استهدفت الفريق «سليماني والمهندس» في الأراضي العراقية وجمعيها عمليات إرهابية.

أما بالنسبة لرحيل ترامب وتنصيب بايدن فهوا مجرد تبادل للأدوار لا غير، ولعل الساحة العربية ستُقدم على أحداث حامية الوطيس حيث وللرئيس بايدن تاريخ عدائي للعرب، ولعل هذا سبب فوزه في الانتخابات الرئاسية وسبب ترشيحه من قبل «اللوبي الصهيوني» كـ خلف لمن تمكن من الأدمغة العربية وحلب الثروات وأشعل الحروب ومدَّد زمن الصراعات في المنطقة، فالقضية ليست قضية انتخابية، بل إنها تاريخية بامتياز، فالرئيس الأمريكي حتى وإن كان جمهوريا أو ديموقرطيا ليس إلا موظفاً تابعاً «للوبي الصهيوني»، وهذا حال السياسة الأمريكية بشكل عام.

هناك من العرب من تأمل خيرا في الرئيس «بايدن» وأعلن ارتياحه لإزاحة المعتوه «ترامب» الذي نال من القضية الفلسطينية بمشروع التطبيع المخادع، لكن بايدن قد بيَّن واقع توجُّهه في موقف ماض ببعض الكلمات العدائية حين قال في العام 1986م.. أقول للذين ينزعجون من وقوفنا إلى جانب إسرائيل ويريدون منا أن نعتذر.. « أقول لهم إذا لم تكن موجودة «إسرائيل» كان يجب على «الولايات المتحدة» اختراع إسرائيل وإذا كنت يهوديا فأنا صهيوني!!

فهذه خلاصة ما ستشهده الأيام القادمة عقب حكم بايدن، وهذا ما يجب على العرب إدراكه، خاصة الشعب اليمني الذي بات يواجه عدواناً صهيونياً معلناً في باب المندب والمناطق الساحلية والجزر الاستراتيجية.

فحقيقة بايدن هي الصهيونية، وحقيقة الصراع في المنطقة مهما كثرت العناوين هي لصالح العدو الصهيوني، لذلك فما سيقوم به «بايدن» هو مكمل لدور «ترامب» من المؤامرات والحلب ودعم الإرهاب وتمويله من أجل المزيد من الفوضى.
ولن يكون الملف اليمني بعيداً عن حسابات «بايدن» حيث وقد بدأ مشواره السياسي بكذبة إنسانية هي بأنه سيعمل على رفع الحصار عن الشعب اليمني، وكانت تلك دعايته الانتخابية، لكن المصلحة الأمريكية في المنطقة هي من ستبين عكس ذلك التصريح خاصة أن أمريكا تستمد القوة من الثروات العربية ومنها الثروة النفطية في «اليمن» منذ حكم صالح وحتى اللحظة برعاية المرتزقة من «حزب الإصلاح» وغيرهم من المرتزقة الخونة.

الخلاصة:
مهما تغيرت الأقنعة، تبقى سياسة العدو هي من توضح الحقائق المخفية، فالتفجير الإرهابي في العراق كان تدشيناً لبداية المرحلة الأمريكية الجديدة، كذلك التلاعب بورقة التصنيف الإرهابي والذي كان آخر ورقة يحركها ترامب ليغازل بها خلفه «بايدن»، أما دول الخليج فسيبقى وضعها كما كان، حيث أن العدو لا يستغني عن عملائه حتى وإن كانت هناك صراعات في واجهة السياسة الكاذبة، وتحدث الكثير بأن «بايدن» لايطيق المملكة السعودية وغيرها.
فالقضية هنا هي قضية العدو الصهيوني لا غيره، «وما بايدن إلا ترامب» كما كان ترامب كـ أوباما، واصل مشوار العدوان لكن بطريقة حصرت جميع العملاء في زاوية الدفع المسبق، كما حصرت الأمم المتحدة في زاوية العمالة المعلنة وكلها من أجل سلامة إسرائيل.

المصدر : ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock