الأخبار العالمية

الطرف الأوروبي في الإتفاق النووي.. إذا حضر لا يُعد وإن غاب لا يُفتقد

كانت الدول الاوروبية الثلاث في الاتفاق النووي مع ايران، تعمل منذ اليوم الاول كظل أمريكا، تتحرك عندما تتحرك ، وتقف عندما تقف، ولن يصدر منها اي مبادرة يمكن ان يحفظ حق ايران في الاتفاق النووي، او على الاقل يحفظ سمعتها كدول تعتبر نفسها “كبرى” من خلال الالتزام بما تعهدت به في الاتفاق النووي.

العالم – كشكول

لم ير العالم اي تحرك من هذه الدول الثلاث، منذ عام 2015 ، عام التوقيع على هذا الاتفاق، حتى ولو في حدوده الدنيا، يؤكد حرصها على نجاحه ومنع ترامب من خنقه وقتله، بأوامر من نتنياهو. بل على العكس تماما، كانت تقوم بدور من يحاول الضغط على يد ورجل الضحية، ليقوم القاتل بطعنها دون ان يبذل جهدا وهو يقوم بقتل الضحية.

لم تمر سوى ايام قليلة على انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، حتى رأى العالم كيف اخذت الشركات الاوروبية تتسابق فيما بينها للخروج من ايران، بذريعة الخوف من العقوبات الامريكية، دون ان تقدم الحكومات الاوروبية، بإي خطوة ولو صغيرة، لمنع امريكا من توجيه كل هذه الاهانات لها وللاتحاد الاوروبي بشكل عام.

منذ عام 2018، لاذت الترويكا الاوروبية، المانيا وبريطانيا وفرنسا، بالصمت، وابتلعت لسانها، بشان الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي، ومن العقوبات الامريكية الظالمة والشاملة ضد الشعب الايراني، ومن التهديدات الامريكية المتكررة باستخدام القوة ضد الجمهورية الاسلامية بالتواطؤ مع الكيان الاسرائيلي، عبر ارسال حاملات الطائرات والغواصات النووية وقاذفات بي 52، رغم ان ايران وبشهادة 15 تقريرا صادرا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزامت بالكامل بالاتفاق النووي، ورغم منحها الجانب الاوروبي فرصة عام كامل من الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي، لتثبت التزامها بالاتفاق ، ولكن رغم كل ذلك ، نرى في المقابل تتحول هذه الدول الى بوق لتحذير ايران وتهديدها من اي تحرك حتى لو كان من باب الدفاع عن مصالحها في اطار الاتفاق النووي، وكأن الاتفاق لم توقع عليه سوى ايران، وان ايران هي الجانب الوحيد الذي يجب ان يلتزم به.

اليوم ايضا، وقبل ثلاثة ايام من مغادرة الرئيس الامريكي المهزوم لمنصبه غير مأسوف عليه، وفي حين لازالت هذه الادارة المتصهينة تفرض العقوبات على ايران وبطريقة هستيرية، بحيث لم يبق سوى الهواء لتمنعه عن الشعب الايراني، وسط صمت مخز، نرى الترويكا الاوروبية، تبادر الى “تحذير ” بصوت عال ايران بذريعة موضوع مصنع انتاج اليورانيوم المعدني، والذي جاء كرد فعل من ايران على انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، وعدم التزام الجانب الاوروبي بتعهداته في الاتفاق، وتنفيذا لقانون المبادرة الاستراتيجية لإلغاء العقوبات وحماية حقوق الشعب الإيراني ، الذي كلف مجلس الشورى الإسلامي به منظمة الطاقة الذرية الايرانية.

يشبه بعض المراقبين دور الترويكا الاوروبية في الاتفاق النووي، بدور ذلك الشخص الذي اذا حضر لا يعد واذا غاب لا يفتقد. وهناك من المراقبين، يذهب الى ابعد من ذلك، عندما يرون في الدور الاوروبي في الاتفاق النووي، هو دور مكمل للدور الامريكي، وكل ما قيل عن محاولات اوروبا لانقاذ الاتفاق النووي ليس سوى ذر للرماد في العيون.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock