الأخبار العالمية

توسيع نطاق القيادة المركزية الأمريكية.. وتقديم عرب التطبيع قرابين لـ"اسرائيل"

القرار الذي اصدره الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، والقاضي بتوسيع نطاق القيادة المركزية للقوات الأميركية، في الشرق الأوسط وضم “إسرائيل” إليها، بخلاف السياسة التي كانت متبعة لعقود طويلة، حيث كان الكيان الاسرئيلي يتبع قيادة القوات الامريكية في اوروبا، جاء بدفع من “المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي”، وهو مجموعة تدعم التعاون العسكري الوثيق بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” مقرها واشنطن، كما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”الامريكية.

العالم – كشكول

قرار ترامب ، الذي اتخذه قبل ايام من مغادرته منصبه، هو خطوة ستجعل من القيادة المركزية الأميركية، ومقرها قطر، تشرف على السياسة العسكرية الأميركية التي تشمل كلا من “إسرائيل” والدول العربية، في أعقاب اتفاقات “إبراهام” التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والإمارات والبحرين. كما يعتبر خطوة لتشكيل جبهة معادية لإيران تضم “اسرائيل” والدول العربية المطبعة، وكذلك للتأثير على سياسة خلفه جو بايدن ازاء المنطقة.

رغم كل ما قيل عن اهداف هذا القرار ، سيبقى تشكيل جبهة تتألف من الكيان الاسرائيلي والعرب المتصهينين في مواجهة ايران ومحور المقاومة ، تحت اشراف امريكي مباشر، هو الهدف الاول والاخير من وراء هذا القرار. وهو ما كشفت عنه الصحافة “الاسرائيلية” ، عندما تحدثت ان قرار ترامب “يُحصن قوة إسرائيل ومكانتها” في المنطقة، “وأن تتمتع بحضور عسكري ثابت ودائم في القواعد في قطر والإمارات والبحرين”. و “إشراك الجيش الإسرائيلي في تدريبات عسكرية تُنظمها القيادة المركزية الأميركية في الإمارات”. كما ان القرار “سيُقلص الإجراءات البيروقراطية التي تتطلب نقل وسائل لوجستية وقتالية من واشنطن إلى تل أبيب من أجل تقوية وتعزيز الردع الإسرائيلي في المنطقة”.

اللافت في القرار الامريكي ، وفي كل ما ترشح عن الصحافة الامريكية وكذلك “الاسرائيلية”، بالاضافة الى تصريحات كبار القادة العسكريين الامريكيين، هو التأكيد على ان الهدف الاول والاخير لهذا القرار هو حماية “اسرئيل”، ضد اي تهديد، بينما تم حصر دور العرب المطبعين ودولهم ، بتوفير القواعد العسكرية ، وفتح مياههم وسمائهم وارضهم ، امام القوات الامريكية و”الاسرائيلية”، في حال تعرضت “اسرائيل” للخطر، او قرر الثنائي “الامريكي الاسرائيلي” إستفزاز ايران.

قرار ترامب، لم يأخذ لا من قريب ولا من بعيد، مصلحة الدول العربية التي ابتليت بـ”قادتها” المطبعين، الذين سيحولون، من خلال الموافقة على القرار، بلدانهم الى ساحة مواجهة لحماية “اسرائيل”، ويعرضون بذلك شعوبهم وامنهم وحاضرهم ومستقبلهم وكل ما جمعوه من ثروة، للابادة، من دون اى مبرر. الامر الذي يكشف، حالة انعدام فظيع بالشعور بالمسؤولية، لدى العرب المطبعين، من “الملوك” و”الامراء” و “الشيوخ”، ازاء بلدانهم وشعوبهم.

ضم “اسرائيل” الى القيادة المركزية الوسطى الامريكية، او بقائها في نطاق القوات الامريكية في اوروبا، لن يؤثر على موازين القوى في الميدان، في حال شن اي اعتداء امريكي “اسرئيلي” على ايران، فـ”اسرائيل” كانت ومازالت تشكل محور كل التواجد الامريكي في المنطقة، وكذلك التواجد الامريكي في اوروبا، وهناك تعاون وثيق بين امريكا و”اسرائيل”، لذا فان التغيير الوحيد الذي سيطرأ على الميدان، هو دفع الدول العربية الثرية في المنطقة للهرولة نحو الفوضى والتفتت، في حال وقوع اي مواجهة بين ايران ومحور المقاومة، وبين الثنائي الارهابي امريكا و”اسرائيل”، على اعتبار ان الدول العربية المطبعة الثرية، ستكون ضمن نطاق قيادة تشرف عليها امريكا و”اسرائيل”، وتكون بالتالي معرضة للانتقام من محور المقاومة في اول منازلة، وعندها ستنضم الى البلدان العربية الاخرى التي ضربتها الفوضى، بإدارة امريكية مباشرة، لتبقى “اسرائيل” هي الاقوى بين دول عربية، غارقة في الاضطرابات والفتن والصراعات.

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock