اكتشاف نوعين من الحيوانات المائية اللافقارية بتركيا

جاء هذا الاكتشاف نتيجة دراسات أجرتها المجموعة برئاسة الأستاذ الدكتور مراد أوزبك، عضو الهيئة التدريسية في قسم بيولوجيا المياه الداخلية، بكلية الأحياء المائية، في جامعة إيجة التركية، في ولايتي مرسين (جنوب) وإسبارطة (غرب) التركيتين.
ونفذت المجموعة البحثية أنشطة بحوث علمية ودراسات في مغارة “بينرلك أونو”، في منطقة أنامور، بولاية مرسين التركية (جنوب)، والتي تعتبر أعمق مغارة في تركيا بعمق 1429 مترًا.
وأشار أن المجموعة عثرت خلال أنشطتها العلمية في المغارة على كائن حي يبلغ طوله سنتيمترًا واحدًا، ليتضح أن هذا الكائن الحي يعتبر من أقارب الروبيان (القريدس).
والكائن المذكور من الحيوانات المائية اللافقارية، وينتمي لفصيلة المفصليات الغمارية من رتبة مزدوجات الأرجل، لكن لم يجر قبل هذه الاكتشاف تصنيفه، بسبب عدم العثور عليه في مناطق أخرى من العالم.
وأطلق العلماء الأتراك على النوع الجديد اسم “egmao”، والاسم المذكور يتكون من الأحرف الأولى من أسماء عالمين تركيين فقدا حياتهما أثناء إجرائهما بحوثًا علمية في مغارة “بينرلك أونو”، بحسب مراسل الأناضول.
وأجرى أوزبك، دراسات على عينات حية وقام وفريقه بجمعها من منطقة “بيناربازاري” في ولاية إسبرطة.
وخلال الدراسات عثرت المجموعة البحثية على كائن حي ينتمي أيضًا إلى فصيلة المفصليات الغمارية من رتبة مزدوجات الأرجل ويعرف محليًا باسم “يانغيج”.
ووفق مراسل الأناضول، فإن الكائن المذكور يعتبر كذلك من أحد أقارب الروبيان، ولم يجر تصنيفه علميًا بسبب عدم العثور عليه في مناطق أخرى من العالم.
وأطلق الدكتور أوزبك، على الكائن الحي الجديد اسم “دريا”، تيمنًا باسم زوجته.
وهذان الكائنان الحيان جرى تصنيفهما من قبل الأوساط العلمية باسمي “Gammarus egmao” و “Gammarus Deryae”، وجرى نشر الاسمين في المجلات العلمية الدولية عامي 2018 و2019 ضمن المقالات العلمية.
وفي تصريحات أدلى بها أوزبك، لمراسل الأناضول، قال إن “هذين الكائنين الحيين الذين جرى اكتشافهما حديثُا يعتبران من المخلوقات النادرة”.
وأضاف أوزبك، أن “تسمية (Gammarus egmao) لها قصة حزينة، فقد أطلقنا على هذا النوع الجديد من الكائنات الحية اسم (egmao)، والذي يتكون من الأحرف الأولى من أسماء عالمين تركيين فقدا حياتهما أثناء إجرائهما بحوثًا علمية في مغارة بينرلك أونو”.
وأضاف أن العالمين التركيين وهما، أورن كوناي، ومحمد علي أوزل، كانا يجريان أبحاثا علميًا في المنطقة، حيث تعرضا لحادث في أحد الكهوف، ما أدى إلى وفاتهما.
وحول الهدف من إطلاق هذا الاسم على الكائن المكتشف حديثا، ذكر أوزبك: “لقد ساهم العالمان في الكثير من الأبحاث العلمية التي تتناول الحياة الطبيعية في جنوبي تركيا والكائنات الحية هناك، وأردنا تخليد ذكراهما”.
ولفت إلى أن “Gammarus egmao” لا يمتلك قيمة اقتصادية بالمفهوم المادي، لكنه يعتبر مصدرا مهما للجينات، وسوف يشغل حيزًا مهمًا في سلسلة تصنيف الكائنات الحية.
وشدد على ضرورة حماية هذه السلالات من الكائنات الحية، لافتًا أن هذه الأنواع من الكائنات الحية تشكل ثروة طبيعية للبلاد.
أما بخصوص منحه اسم زوجته للكائن الحي الثاني الذي جرى اكتشافه في إسبارطة “Gammarus Deryae”، قال أوزبك، “لقد أبلغت زوجتي بخبر اكتشافي لهذا الكائن وتسميته على اسمها في الأوساط العلمية بكثير من السعادة، فكان جوابها لي لم تجد سوى هذه الحشرة لتطلق اسمي عليها”.
وأضاف: “شرحت لها بعدها أن هذا مجال عملي وأنا لا أعمل على دراسة أنواع الغزلان. كما أخبرتها أن ذكراها سوف تبقى خالدة لمدة 300-500 عام أو أكثر”.