مقالات

الأبعاد الإستراتيجية لإصابة الصاروخ المجنح “قدس 2” مصفاة أرامكو في جدة

بقلم / عدنان علامه

إن الصاروخ  اليمني المجنح والدقيق جداً “قدس2” الذي أصاب مصفاة أرامكو في جدة هو نتيجة طبيعية للتهديدات والتحذيرات التي أطلقها الحوثيون في أكثر من مناسبة. وجاء تسمية الصاروخ وتوقيت إطلاقه محط إهتمام المحللين العسكريين المحليين  والأجانب لأنه تزامن مع زيارة نتنياهو السرية إلى السعودية وانتهاء قمة العشرين في السعودية وتسريع خطوات تطبيع عدد من الدول العربية والخليجية مع الكيان الغاصب قبيل إنتهاء ولاية ترامب.
فإذا قرأنا بين سطور تحذيرات وتهديدات العميد يحيى سريع نستنج بأن الصاروخ “قدس 2” هو البداية فقط في  إستهداف الأهداف الحيوية  العسكرية والإقتصادية في السعودية والإمارات بعد تجاهلهما نداءات وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب اليمني. وهو بمثابة رسالة  قوية للجميع بأن زمام المبادرة بيد الحوثيين ويقول بقوة واقتدار “الأمر لي” .
وتوقعاتي بمزيد من الهجمات على أهداف حيوية في السعودية والإمارات ناجم عن التهديدات التي أطلقها العميد سريع خلال أكثر من 2000 يوم من العدوان. وأشير إلى بعضها  في تواريخ سابقة :-
1- الأحد  19 أيار / مايو, 2019 عمليات قادمة تستهدف 300 هدف حيوي وعسكري في السعودية والإمارات واليمن.
2-  وبتاريخ الأربعاء 18 أيلول/ سبتمبر 2019   صرًح المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع أن عشرات الأهداف في أبو ظبي ودبي تحت أعيننا.

3-وكان التهديد الأقوى بتاريخ الأربعاء 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020. فقد هدد المتحدث باسم ​القوات المسلحة​ العميد يحيى سريع، بخطوات تصعيدية جديدة ضد ​السعودية​، معتبرا أنه “ردا على استمرار العدوان الظالم والحصار الغاشم والتصعيد العسكري المستمر والإصرار على استمرار إغلاق المطارات والموانئ على بلدنا فإن القوات المسلحة اليمنية لن تتردد في اتخاذ خطوات تصعيدية مماثلة خلال الأيام المقبلة”.
إن تنفيذ الحوثيين لتهديداتهم يؤكد بأن ميزان القوى لصالحهم وباتت قوات تحالف العدوان في موقف ضعيف جداً.
وإني أعتبر إنفجار صاروخ” قدس 2″ داخل موقع منشأة أرامكو في جدة  إنجازاً نوعياً للصناعات العسكرية اليمنية؛ وهزيمة نكراء لكافة أنواع الرادارات الأمريكية المتطورة وبطاريات صواريخ الباتريوت. ويعتبر إنفجار الصاروخ في مصفاة أرامكو في جدة المسمار الأخير في نعش مبيعات الأسلحة الأمريكىة وتحديداً رادارات الإستشعار وبطاريات صواريخ الباتريوت التي  فشلت كلياً في إكتشاف الصاروخ المجنح خلال تحليقه في سماء السعودية قاطعاً مسافة تزيد عن 850 كلم  وهي المسافة بين صنعاء وجدة. ويمكن إعتبار   صاروخ ” قدس 2″   من الصواريخ الدقيقة جداً  (Fire & Forget) ويبقى  توجيهه بواسطة ال GPS سر من أسرار التفوق لهيئة التصنيع العسكري.
وقد شكل توقيت إطلاق  الصاروخ رسالة خطيرة جداً للقيادة السعودية التى حاولت تلافي أي عمل عسكري يتزامن مع إنعقاد  قمة ال20 بتاريخ21 و 22 من الشهر الحالي ولقاء نتنياهو لمحمد بن سلمان  في الرياض  وذلك باعتماد الخديعة من خلال تسريبها خبر مفبرك عبر  وكالة رويترز  مفاده :-  “وجود اتصالات سعودية مباشرة مع حركة «أنصار الله»، في إطار إظهار الرياض في موقع دفاعي. وأفضت تلك الاتصالات المفترضة، بحسب مصادر الوكالة، إلى موافقة الرياض على اقتراح الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في حال موافقة الحركة على تقديم ضمانات أمنية“.  والتي يبدو إنها تعجيزية.
لم تنطلِ  الخديعة على أنصار الله فنفذوا تهديدهم  غير آبهين بالنتائج.
وبناءاً عليه فأني أتوقع إطلاق المزيد من  الصواريخ الباليستية المجنحة نحو أبو ظبي ودبي والعمق السعودي إذا لم يتوقف العدوان على اليمن ويرفع الحصار كلياً. فقد قال الله تعالى في سورة النساء:{ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}.

وإن غداً لناظره قريب



ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock