الأخبار العربية

اغتيال العالم الايراني رسالة لاستقطاب  متحالفين جدد للكيان الاسرائيلي في المنطقة 

ليست هناك فرصة وفترة زمنية متبقية تذكر لترامب لمغادرة البيت الابيض الا انه لايزال له خطط كثيرة لم يتمكن من انجازها . ربما   اهم خطة لم يتمكن ترامب من انجازها هي جر ايران الى طاولة المفاوضات . وان ترامب في هذا المجال مستاء لانه مضطر لمغادرة البيت الابيض كما ان بعض الدول العربية قلقة ومستاءة ايضا.. مستاءة للذهاب الداعم الرئيسي لها من البيت الابيض وقلقة من مستقبلها الغامض خاصة بعد  عدم الرضوخ الايراني القوي والمقتدر .

وخلافا للكيان الاسرائيلي فان قلق الدول العربية في المنطقة غير مبرر وانها تعرف اكثر من غيرها هذا الموضوع الا انه ماذا نفعل بهذه الدول التي تعلمت وتربت منذا اكثر من اربعين عاما على ” رهاب ايران ” وان ترك هذه الاوهام غير المبررة امر مستحيل بالنسبة لها .

في مثل هذه الاوضاع يحاول ترامب ان يخفف من شدة هواجس حلفائه الاقليميين ولذلك ينشر خبر اجتماع كان من المقرر ان يتخذ فيه قرارا لمهاجمة المنشات النووية الايرانية الا انه لم يصل الى نتيجة . وفي هذه الحالة فان الدول العربية المتحالفة مع اميركا ومع نشر مثل هذه الاخبار يزداد قلقها . وسائل الاعلام الصهيوية ومن اجل تخفيف من حدة هذه الهواجس وبهدف تقديم داعم جديد لهذه الدول بعد رحيل ترامب تثير قضية زيارة نتاناهو الى السعودية ولقائه مع ابن سلمان الذي ازداد قلقه من هذا الخبر ( بغض النظر عن صحته من عدمه ) الا انه وصل الى هذا الاطمئنان بانه في حال عدم وجود ترامب فانه يمكن ان يعتمد على نتانياهو . الا ان هذا الدعم يجب ان يكون قويا لكي يجلب ثقة ولي العهد السعودي الخائف بشدة على مستقبله . الكيان الاسرائيلي مرة اخرى يبعث برسالة جديدة الى السعودية وهذه المرة من داخل ايران ومن خلال اغتيال احد العلماء النوويين الايرانيين وهذه الرسالة هي ان مع وجود اسرائيل ينبغي ان لاتخاف السعودية من ايران النووية !.

وتزامنا مع ذلك تعلن اميركا ان ارسال اسطول ” نميتز” الى المنطقة ليس له صلة بحادثة اغتيال العالم الايراني وهذا يعني انه في حال عدم وجود ترامب فان السعودية والحلفاء يمكن ان يعتمدوا على الكيان الاسرائيلي وهذه الرسالة لم ترسل فقط الى السعوية بل الى جميع اولئك الذين ينتابون بوهم ” رهاب ايران ” بفعل التاثير الاميركي.

ومايلفت النظر في هذه المعمعة اكثر من اي شيء اخر هو الثقة بالنفس العالية لنتانياهو في اظهار انجازاته الاخيرة. نتانياهو الذي تبقى عدة اشهر لنقل سلطته قد جند قصارى طاقاته في هذا المجال لكي يستغل من خلال اثارة التوتر في المنطقة ، السلطة المنتهية لترامب في سلة سلطته ولذلك وردا على سوال عن لقائه مع ابن سلمان وكذلك اغتيال الشهيد فخري زادة يتخذ موقفا غامضا ومزدوجا وغير مبال في الظاهر.

من وجهة نظر نتانياهو فان ايران مع وجود ترامب في السلطة اما ان لاترد على اعماله او اذا ردت على اعماله فان المنطقة سيسودها التوتر الذي سيحقق اهدافه . في هذا التحليل هناك نقطة هامة تم تجاهلها وهي ان قرار كبار المسؤولين الايرانيين في قصاص المتورطين في جريمة ” ابسرد ” في منطقة دماوند قرب طهران امر حتمي ومؤكد وان الجغرافيا والزمان لازالا مجهولين . هل كان ترامب ونتانياهو بعد استشهاد الفريق سليماني الثار الايراني في ” عيد الاسد ” في حسبانهما ؟ لو كان الجواب سلبيا فعلى نتانياهو ان ينتظر اياما صعبة وعلى ترامب ايضا ان يعيد النظر في اهلية خليفته الاقليمي كما ان على شركائه العرب ان يعيدوا حساباتهم في الثقة بضيفهم الموقت في السلطة في تل ابيب .

المصدر : قناة العالم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock