مقالات

طلاب جامعة صنعاء المكفوفين.. معاناة لا تنتهي!

 

بقلم/ محمد عمر

عند التحاق الكفيف بالجامعة يواجه عددا لا نهائيا من التحديات فكلما تخطى عقبة ظهرت له غيرها وكلما مرت الفصول الدراسية في الجامعة كلما ازدادت التحديات أمامه، فلا ينتهي الأمر عند جمع المادة التعليمية والعلمية في الوقت المناسب واستذكارها وحضور المحاضرات وتقديم الأبحاث وتسجيل المحاضرات صوتيا، وغير ذلك، وإنما الفيصل هو الامتحان، فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

لجان الاختبارات عند المكفوفين في الجامعة تعد تجربة فريدة وجديدة من نوعها بالنسبة لطلاب الجامعة المكفوفين فلما كانت مدارس المكفوفين تتبنى طريقة برايل طريقة للقراءة والكتابة فلابد على الجامعات توفير طريقة برايل للقراءة والكتابة وتذليل الصعوبات للطالب الكفيف.

لا تنتهي معاناة الطلاب المكفوفين  في كلية الإعلام جامعة صنعاء حيث  يشكو الطلاب  المكفوفين الذين يبلغ عددهم 23طالبا من صعوبة الحصول على مناهج دراسية مطبوعة بطريقة برايل فجميع الكتب ورقية ولا يمكن قراءتها.

تقول (أ. ن)إحدى الطالبات الكفيفات في كلية الإعلام من ناحية الكتب نحن ما نحصل عليهن ألا بعدما تطلع أرواحنا وليس هذا فقط فالأغلبية لا يتجاوبون معنا والبعض الأخر يوعدنا  بتوفيرها وفي الأخير يرفض ذلك، فمنذ أن دخلت الكلية لم أحصل ألا على مادة واحدة فقط word أرسلها لي أحد الدكاترة، فتأخير  يسبب لنا أزمة في الحصول على الملازم والكتب  بصيغة Word من أجل تحويلها إلى طريقة برايل .

أما  التكاليف محرمة علينا  حيث لا يسمح لنا القيام بذلك والسبب ألا  أحد يؤمن بقدراتنا ويعترف بها أو بالأصح وجودنا وعدمنا نفس الشيء وهذا ما يثقل كاهلنا أكثر وأكثر.

يستهل (م. ق)قائلاً :بالنسبة للمركز الثقافي يقدم خدماته للفتيات فقط  أما نحن الذكور  فتابعين، إذا فعل شيئاً للفتيات سيفعل نصفه للذكور، وإذا لم يفعل شيئاً للفتيات وطلبه الذكور فلم يقدم لهم أبداً ألا في الحالات النادرة فقط لاغير حيث أن المركز الثقافي يخدم الفتيات بالدرجه الأولى….

ويضيف أما متابعة المعاملات في الكليات  فنحن من يقوم بها عن طريق عمل توكيل لأحد الزملاء لمتابعتها وحل   الأشكاليات التي قد تواجهنا فلا وجود لمركز التطوير الجامعي الذي من أهم أهدافه متابعة معاملات الطلاب المكفوفين في كلياتهم وطباعة المناهج الدراسية بطريقة برايل فأغلبية التسجيلات يسجلها لنا الزملاء أو نتعامل مع فريق كون عيني المصري الذي يساعدنا في الحصول على  المعلومات ففريق عين الكفيف التابع لمركز التطوير  يستخدمة في الجامعات الخاصة فقط من أجل أن يتجملوا وهذه حقيقة ومع ذلك يصطحبون متطوعين منا يذهبون معهم  إلى الجامعات الخاصة  كي يسجلون لنا المناهج والملازم  وفي الأخير يقولون طلاب الخاصة بحاجتها أكثر منكم..

ومن أكثر الصعوبات في كلية الإعلام كما يحدثنا”عبيد” وعورة الطريق فهي مليئة بالشجر والشوك والأحجار التي تجعل الكفيف معرض في أي لحظة للارتطام بها..

ومن أشد التحديات هي مسألة تسجيل المناهج حيث  لا نحصل على المادة إلا وقت الامتحانات أي في الوقت بدل الضائع فلا نجد من يقرأ لنا أو يساعدنا على معرفة المصادر وخاصة داخل الكلية.

مكتبة كلية الإعلام هي الآخرى مليئة بالكتب الورقية التي لا يمكن للطالب الكفيف قراءتها، فلا وجود لكتب رقمية أو صوتية متاحة يستطيع الكفيف من خلالها القراءة والاطلاع على كل المواد المعرفية والعلمية سوى المصحف الشريف في ستة أجزاء مطبوعة بطريقة برايل وأقل من عشرة كتب دينية  ترقد  في أحد الرفوف ، لا وسيلة أخرى تسهل المصاعب والتحديات  وتساعد الطلاب  على إبراز مواهبهم  الفنية والثقافية  دون معوقات ولا إدارة تهتم بالمكفوفين وتوفر لهم  بيئة تعليمية مناسبة..

المصدر: ملتقى الطالب الجامعي كلية الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock