مقالات

من أجل ذلك توحدنا

بقلم / بلقيس علي السلطان

من كان يظن أن اليمن توحدت في عام 1990م فهو واهم ؛ لأن هذا التأريخ يحمل ذكرى توحد الجغرافيا والأمور السياسة فقط ، لأن الشعب اليمني موحد منذ قديم الزمان منذ دولة سبأ وحمير  وعلى مر التاريخ إلى أن عمّ اليمنيين جميعاً قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :(الإيمان يمان والحكمة يمانية ) فالجميع  في الشمال والجنوب يفتخر بهذا الحديث الشريف لأن اليمن واحد لا تفريق بين شماله وجنوبه ، شرقه وغربه  مهما حاول الحاقدون تفكيك وحدته وترابطه  .

إن كل من يعرف اليمنيين حق المعرفة يعلم بأنهم أهل شجاعة وقوة وكما وصفهم القرآن بلسانهم بأنهم: ( أولو قوة وأولو بأس شديد) ولكي يسلم من فكر بأطماع في اليمن أو استعمار من بأسهم وقوتهم فكر في تفكيك وحدتهم وزرع الفتن في أوساطهم لكي يفرقوا جمعهم وينفذوا أطماعهم ويسلموا من بأسهم وقوتهم التي لابد من توحدهم لكي يكون بأسهم ضد المعتدي عليهم شديد وهذا مانفذته المملكة المتحدة عندما احتلت عدن ونفذت حكمتها الاستعمارية ( فرق تسد ) ولم تكتف بفصل الشمال عن الجنوب فحسب بل قسمت الجنوب إلى سلطنات وزرعت الفتن فيما بينهم لكي تنسيهم أنهم يرضخون تحت الاحتلال ولايفكرون بنيل حريتهم .

لقد حاول الطامعون بخيرات اليمن وموقعه الجغرافي الفريد على مر العصور تفكيك عرى اليمن من الناحية الجغرافية ، لكن الذي لم يستطيعوا فعله هو تفكيكهم من الناحية الإنسانية التي توحد قلوبهم وفكرهم ،  فسوف تظل صوامع الجامع الكبير  في صنعاء تعانق جامع المحضار في حضرموت وستظل قلعة صيرة في عدن عنوان الحضارة لقلعة القاهرة في تعز ، وسيظل جسر شهارة بوابة عبور إلى معبد أوام بمأرب ، سيظل جبل نقم وجبل ردفان وشمسان الظهر الحامي لكل اليمن شمالها وجنوبها ، ستظل صهاريج عدن تخزن الماء لزائريها من صنعاء وإب وذمار ، وسيظل المد في الحديدة  يحمل الخير إلى الجَزرِ في سقطرة ، نعم هكذا نحن وسنظل عدة أرواح في جسد يمني واحد وهوية واحدة عنوانها الإباء والأنفة ، الحكمة والإيمان فمن أجل ذلك توحدنا ومن أجل ذلك سنظل إلى أن تفنى الأرض ومن عليها رغم أنف المعتدين والظالمين والعاقبة للمتقين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock